على سكة الحجاز

مر على تلك الحوادث المربعة سبعة أيام، ولم تفارق الحمّى الشديدة ذلك الجسم البديع الذي خلق الله فيه غريبة ! ولم يفارقها الهذيان الدائم فهي لا تزال ترى أمها ملقاة أمامها بلا حراك فتصيح "أمي أمي ! ماتت ماتت" ولا تزال تصيح فجأة قتلته يا أحمد قتلته!" ولا تزال تنادي "إبراهيم بك إبراهيم بك"! وكان إبراهيم بك يمرّ على البيت في أوقات مختلفة ويسأل عن صحة المريضة دون أن يدخل. ولم يشأ أحمد أن يزعجه بأخبارها فكان يطمئنه ولا يذكر له من هذيانها شيئاً! لا سيّما وقد علم الآن أن إبراهيم هو ابن أميل ! ولم يكن ذلك ليغير مما حفظه لإبراهيم في قلبه من مودة واحترام. بل ان إخلاصه ازداد نحوه بعدما رأى منه من العناية والمساعدة ما لا يقوم به أخ لأخيه