حقيبة بالكاد ترى
تأليف: شذا شرف الدين
«فيليپ يحشّش أحياناً. في الحقيقة أحياناً كثيرة... عشرون «صاروخاً» في اليوم تقريباً. لم يتغيّر فيه شيء منذ تعرّفت إليه. هو راقص سابق يعمل من وقت لآخر كموديل لتلاميذ الرسم في إحدى كليّات الفنون، وما يجنيه بالكاد يكفي لشراء جرعة الحشيشة اليوميّة. يمضي فيليپ وقته بين نيتشه وكارل ماركس وفوكو الذي استهدى إليه مؤخّراً. وحين يضجر منهم جميعاً، أو حين يبدأ مفعول الحشيشة يسري في دماغه، يروح يشتمهم لأنهم فشلوا في تغيير المجتمع.
فيليپ لا يعجبه العجب. يحبّ برلين لأنها تنسيه أنه لا يفعل شيئاً في الحياة، ومثله هنا كثيرون.» ليست الإقامة في أوروبا إقامةً في حروب الهويّات وفي قضايانا الكبرى بالضرورة. إنها فرصة احتكاك بالأمكنة وتعرف إلى شؤون صغرى وعيش مع بشر هامشيين يتلصّصون على العالم من حولهم، وقد يرحلون عنه من غير أن تُعرف أسرارهم. هكذا عاشت شذا شرف الدين سنواتها البرلينيّة وكتبتها.
شذا شرف الدين درست التربية المختصّة في سافيني (سويسرا) ورقص اليوريثمي في هامبورغ (ألمانيا). بعد أن أمضت سنين عدّة في ممارسة الرقص وتعليمه في سويسرا ومن ثم في بيروت، انتقلت إلى برلين وعملت في المجال الثقافي والفنّي حيث شاركت في تنظيم العديد من التظاهرات الفنيّة فيها وفي بيروت بالتعاون مع مؤسّسات ثقافية ألمانية ولبنانيّة. عادت إلى بيروت في 2006 حيث تعمل فنّانة وكاتبة مستقلّة. صدر لها عن دار الساقي: "فلاش باك"، "حقيبة بالكاد ترى".
حدد الخيارات