محن الفتى زين شامة
تأليف: سالم حميش
وأنا على عتبة الصحو أضع لبناته الأولى في بقيّة وعيي، لي في ما سيأتي قريبًا توقّعات:
إمّا أن يصوّبوا لي الضربة الواضحة القاضية، وهذا احتمال ثقيل الرجحان؛ وإمّا أن يذيقوني الموت بالتقسيط عبر تعذيب أشبه ما يكون بعمليّات جراحيَّة من غير تخدير، وهذا احتمال جائز الوقوع؛ وإمّا أن يحدث العجب العجاب، فأنبعث مجدَّدًا من رماد محني كلَّها وشدائدي العاتية...
وفيما أنا أقلِّب موقفي وأتدبّره مغالبًا رجات الحمى والهذيان الضاغطة، تناهي إلى سمعي من كوّة بدار المطعون صوت امرأة تتضرَّع بالدعاء وتقول: "اللهم يا رافع المظالم والظلمات، بجاه حبّك لفيحاء، ولكل وليّاتك العابدات القانتات، أنقذ هذا الفتى كما أنقذني، واستره بألوية الخلاص والسلامة...".
لكنِّي ما لبثت أن أضعت صوت الوليّة في زحمة الصيحات من حولي واشتداد وقع الخطى والأحذية المصفّحة.
حدد الخيارات