الأعرافي
كل راحل يملك سببًا قويًا للرحيل، يحمله معه أينما ذهب كبطاقة هوية؛ يخرجها حين تضيق به غربته، مستعيدًا القوة للبقاء، ورفضًا للنسيان. ولأن راغب الساعى إمتلك العديد من الأسباب، كانت لندن بضبابها القاتم خياره الأفضل ليوارى سؤته؛ فعثر هناك على ميليت؛ راقصة الباليه الهاربة مثله، لتصبح لعبة الإختباء قاسما مشتركا جمع بينهما وحجر جعران. حجر لم يستطع أحد الجزم بإمتلاكه القدرة على إنتقاء رفقائه أو الربط بين مصائرهم، رغم ما يفصل بينهم من عشرات الأزمنة. كان مرآة تعكس ما يجول فى أرواحهم، يقض مضجاعهم بكوابيس شرسة تعرى نفوسهم. قيل أن ميليت عشيقة الملك نخاو حصنت الحجر قديما بتعويذة حماية؛ لحفظ هديته الثمينة من اللصوص، وحين وقع فى يد (الأعرافى)، الناسك العربيد، المعلقة روحه على الدوام بين السماء والأرض، تغير مسار الحكاية التى نسجها أبطالها من عذابات العشق والظلم والترحال.
حدد الخيارات