الحياة الاقتصادية في الأندلس في عهد الخليفة الناصر
تأليف: عمر زعل المزايدة
مقدمة الكاتب
في عام 300هـ/ 912م بويع عبدالرحمن الثالث بالإمارة على الأندلس فبدأ سياسته أولاً بالقضاء على جميع الحركات المناوئة التي أرهقت الأمراء الأمويين السابقين له، وثانياً قيامه بالتصدي لخطر المالك الإسبانية في الشمال، والدولة الفاطمية في المغرب، وثالثاً إعلانه الخلافة الأموية، وتلقيه بالناصر لدين الله، وقد اصطلح المؤرخون على تسمية الفترة التي أعقبت إعلان الخلافة الأموية في الأندلس سنة 316هـ/ 928م بعصر الخلافة، والتي استمرت إلى سنة 422هـ/ 1030م. اهتم الخليفة الناصر بالنشاط الاقتصادي، بما في ذلك الزراعة، والتجارة، والصناعة، والعمران، وصك العملة، فازدهرت هذه الأنشطة ازدهاراً كبيراً حتى أصبح عصر الخليفة الناصر عصراً ذهبياً، ومن أفضل العصور التاريخية التي مرت بها الأندلس. تعددت الدراسات التي تناولت تاريخ عصر الخلافة في الأندلس، ولكن هذه الدراسات ركزت على الجوانب السياسية، والاجتماعية، وهي تتشابه في موضوعاتها، في حين أن الدراسات الاقتصادية خلال هذه الفترة كانت قليلة، ولم توجد دراسة متخصصة تتعلق بالأنشطة الاقتصادية في عهد الخليفة الناصر، ومنه، جاء اختيار موضوع الحياة الاقتصادية في الأندلس في عهد هذا الخليفة. هدفت الدراسة إلى إبراز شخصية الخليفة الناصر ودراستها من جميع جوانبها، وسلطت الضوء على الجانب الأهم وهو الاقتصاد، وذلك من خلال الحديث عن الزراعة، والتجارة، والصناعة، والنظم المالية. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف وإعطاء صورة واضحة عن هذه الموضوعات، فقد تم الاطلاع والاعتياد على عدد وافر من المصادر والمراجع العربية والأجنبية التي اهتمت بهذا الموضوع
تصنيفات: الاندلس , تاريخ , عمر-زعل-المزايدة