المحبة .. الميثولوجيا الرحبانية (اربعة اجزاء)

إن الكلمة هي أقوى الأسلحة، لأن باستطاعتها أن تهزم الشعوب وتدمرها من الداخل، إن خرجت من القصد السيئ وبالمقابل يمكنها أن تقف سدا منيعا لتحصينها وبناء مستقبلها الأفضل، إن وقف خلفها الشرفاء والمصلحون وخرجت من الهدف النبيل السامي وليتنا نحاول أن تتأمل جيدا كلمة الغرب المستعمر التي تجتاحنا بكل صورها المكتوبة والمغناة والملقاة والمصورة بكل مضامينها. وليتنا نعي ما فعلته وتفعله في أجيال كل هذا الشرق المهزوم. لذا، فنحن بحاجة لأدب وفن يقاوم هذا الزحف الخطير، إذا كنا نريد أن نحافظ على هويتنا الثقافية والاجتماعية والأخلاقية، ونحمي هوية أجيالنا القادمة من خطر الضياع، وتعمل لحماية كل ما هو جميل في حياتنا وما هو أصيل وراق بعاداتنا وتقاليدنا، وهي لا شك كثيرة بحاجة إلى غناء وفن ملتزم ومتطور يحمل رسالة هادفة ومضمونا إنسانيا غنيا بالمحبة والأمل، بالجمال والفرح وبتسم بالحداثة والتطور شكلا وجوهرا، بما لا يقل إن لم يفق الفنون الغازية تلك فننا محصنا بالوعي والعلم قد يتأثر بالفنون الأخرى غربية كانت أم شرقية. ويؤثر فيها ويتفاعل معها أيضا. لكنه لا ينسحق أمامها ويذوب فيها أو يسير في ركبها تابعا ضعيفا، تحت شعار التطور واللحاق يركب الحضارة، التابع أصلا من الشعور بالنقص أمام الآخر. وعندما نبحث عن ضالتنا، نجدها في كل ما قدمه الأخوين رحباني. لذلك فمن واجب الهيئات الوطنية الثقافية والإعلامية التي تؤمن بالدور الأخطر للكلمة بكل أشكالها، والتي ترفع شعار المحافظة على الأصالة مع التطور والتحديث عليها أن تعمل جامدة ادعم وتشجيع وتعميم ممنهج للفن الرحباني ولكل فن وفنان، وكل أدب وأديب ملتزم، ندر كلمته وقته لخدمة إنسائه ووطنه، لا لرفعته هو ولخدمة مصالحه الذاتية الآنية.