السنغالي
تأليف: مصطفى موسى
يصمت الشيخ برهةً يلتقط فيها أنفاسه، تتحرّك شفاهه بتمتمة خفيضة.يغمض عينيه ثم يفتحهما فجأةً على الوجه الأسمر ويكمل حديثه:
- أنت منذور من الله، كي تعّمر أرضًا ليست بأرضك، بين قوم ليسوا بأهلك، رحلتك طويلة يا صنهاجي...ولن تستريح حتى تُنهي ما أتى بك إليّ، إعلَمْ أنّك لن ترجع هنا مرّةً أخرى...
يقاطعه الشابّ و قد اختنق صوته بدموعٍ جاهد نفسه كي لا تنحدر أمام العجوز:
- أرضي وأهلي يا مولاي...
تختفي ابتسامة الشيخ. يطرق ساكنًا مرّةً أخرى، قبل أن يردّد بصوت خافت، كمن يحدّث نفسه، "الأرض... العرض... السماء". يقبض على حفنة من الرمال الصفراء. يضعها في "سرّة" قماشيّة صغيرة. يغلقها بطرف خيط ويقذف بها في حجر محدّثه:
- هذه أرضك.
ثم ينزع خاتمًا فضّيًّا من إصبعه، به فصٌّ من عقيق أحمر ، يدسّه في يد الشابّ الأسمر، وينظر مليًّا في إنسان عينيه، قائلاً وقد عادت الابتسامة تزيّن وجهه:
- وهذا عرضك.
يتنهّد الشيخ التيجاني بارتياح، ترتخي قبضةُ يده وهو يُخرج كتابًا ذا غلاف من الجلد الأزرق السميك، تتوسّطه نجمة ثمانيّة، مزيّنة بخيوط من ذهب، تتداخل فيها زُرقة الغلاف بأشكالٍ سداسيّة مزخرفة. يمدّ يده به قائلاً:
- وتلك سماؤك، حافظْ عليهم بدمك، فهذه حياتك
- أنت منذور من الله، كي تعّمر أرضًا ليست بأرضك، بين قوم ليسوا بأهلك، رحلتك طويلة يا صنهاجي...ولن تستريح حتى تُنهي ما أتى بك إليّ، إعلَمْ أنّك لن ترجع هنا مرّةً أخرى...
يقاطعه الشابّ و قد اختنق صوته بدموعٍ جاهد نفسه كي لا تنحدر أمام العجوز:
- أرضي وأهلي يا مولاي...
تختفي ابتسامة الشيخ. يطرق ساكنًا مرّةً أخرى، قبل أن يردّد بصوت خافت، كمن يحدّث نفسه، "الأرض... العرض... السماء". يقبض على حفنة من الرمال الصفراء. يضعها في "سرّة" قماشيّة صغيرة. يغلقها بطرف خيط ويقذف بها في حجر محدّثه:
- هذه أرضك.
ثم ينزع خاتمًا فضّيًّا من إصبعه، به فصٌّ من عقيق أحمر ، يدسّه في يد الشابّ الأسمر، وينظر مليًّا في إنسان عينيه، قائلاً وقد عادت الابتسامة تزيّن وجهه:
- وهذا عرضك.
يتنهّد الشيخ التيجاني بارتياح، ترتخي قبضةُ يده وهو يُخرج كتابًا ذا غلاف من الجلد الأزرق السميك، تتوسّطه نجمة ثمانيّة، مزيّنة بخيوط من ذهب، تتداخل فيها زُرقة الغلاف بأشكالٍ سداسيّة مزخرفة. يمدّ يده به قائلاً:
- وتلك سماؤك، حافظْ عليهم بدمك، فهذه حياتك
حدد الخيارات