القاهرة بيروت باريس
تأليف: ممدوح الشيخ
توقف الرجل عن الكلام واستدعى الأمن من هاتفه الداخلي، فجاءوا الحمل بهي الذي أغمي عليه وراح في غيبوبة، بقي في غرفة مجاورة حتى انتهت الإسعافات الأولية.. أفاق بهي وجاءه بعد قليل الفرنسي المتعرب يرمقه بنظرة هي خليط من الإشفاق والإزدراء، وبادره قائلاً: "نحن ندرك شعوركم الطاغي بالاختلاف عنا... ولهذا فضلنا أن نصدر الجزء الأكبر من هذه اللحوم الناتجة عن مشروع تجريبي إلى الدول الأوروبية كمعلبات مخصصة لتغذية الحيوانات الأليفة... والجزء القليل الذي صدر إلى بلادكم جاء إليها عبر مافيا معروفة تشتري منتجات مماثلة من الأسواق الأوروبية بأسعار زهيدة وتعيد تغليفها وتصديرها". استدار الفرنسي المتعرب وأطلق عينيه خارج النافذة مستطرداً: ".. وفي النهاية، هذا الخطأ الذي أثارك لدرجة القيء يا مسيو ثمن طبيعي للتقدم... فلا تقدم دون ثمن وتضحية وقسوة... طبيعتكم العاطفية من أهم أسباب رؤيتكم السلبية لنا... نحن نجرب فنصيب ونخطئ... وبالتالي نتقدم..". ثم حدق في عينيه متحديا: ".. أما أنتم فالزمن يتجاوزكم وأنتم مقيدون بقيود العاطفية والقداسة... إنني أحدثك باعتبارك مثقفاً سيعي معنى ما أقول.. وصمت بهي للحظات... ثم بصق في وجهه!!
حدد الخيارات