المتيم 2 - أصل الوجود البشري في مكة
تأليف: نور الهدى الجمّال
تَكَلَّمْنَا في الْجُزْءِ الأَوَّلِ مِنْ كِتابِ «الْمُتَيَّم» عَنْ قِصَّةِ الْخَلْقِ والغَايَةِ الَّتِي مِنْ أجْلِهَا خُلِقْنَا،وأجَبْنَا عَنْ كَثِيْرٍ مِنَ الشُّبُهاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِقَضِيَّةِ تَسْيِيرِ الإنْسَانِ وتَخْيِيرِه: لِمَاذَا لا يُدْخِلُنا اللهُ تعَالَى جَمِيعًا الجَنَّةَ، ولِمَاذَا يَخْلُقُ اللهُ الأشْيَاءَ ثُمَّ يُحَرِّمُها عَلَيْنَا، وغَيْرِ ذلِك مِنَ الشُّبُهاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بهذِه الْقَضِيَّةِ.
ثُمَّ تَكَلَّمْنَا عَنْ أَقْسَامِ الْعَرَبِ (العَارِبَة والْمُسْتَعْرِبَة والبَائِدَة)، وذكرنا لِمَاذَا نَشْرَحُ تِلْكَ التَّصْنِيفاتِ؟ ومَا أثَرُ مَعْرِفَةِ هَذِه التَّقْسِيمَاتِ في دِرَاسَةِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ الْمَبارَكَةِ.
وبَيْنَ يَدَيْكَ – أيُّهَا الْقَارِئُ - الْجُزْءُ الثَّاني مِنْ كِتَابِ «الْمُتَيَّم»، والَّذِي سَنَتَكَلَّمُ فِيه عَنْ تَارِيخِ الْيَمَنِ؛ هَذَا التَّارِيْخُ الْقَدِيْمُ الَّذِي هُوَ أَحَدُ أَرْكَانِ هَذِهِ السِّيرَةِ الْعَطِرَةِ.
سَنَتَكَلَّمُ عَنِ الْمُلُوكِ الَّذِينَ حَكَمُوا الْيَمَنَ قَدِيمًا، وسَوْفَ تَرى أَنَّ الْجَمِيْعَ كان يَقْتُلُ بَعْضُهُمُ الْبَعْضَ مِنْ أَجْلِ الْحُكْمِ، وسَتَرَى أَيْضًا كَيْفَ حَمَى اللَّهُ الْكَعْبَةَ مِنْ يَدِ الْبَطَّاشِ أَبْرَهَةَ الْحَبَشِيِّ؛ لِتَتَكَوَّنَ في ذَاتِكَ صُورَةٌ عَنْ أَحْوَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَقْتَهَا .
سَوْفَ تَفْهَمُ وَتَعِي أَنَّ اللَّهَ كَانَ يُهَيِّئُ هَذِه الْمَنْطِقَةَ الْعَرَبِيَّةَ لِأمْرٍ هَامٍّ، ألَا وَهُوَ مَبْعَثُ النَّبِيِّ الْخَاتَمِ سَيِّدِنَا رَسُولِ الله ﷺ .
وسنتكلم عن عَنْ تَارِيخِ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ: مَا هِي قِصَّةُ هذَا الْبَيْتِ ؟ مَتَى بَدَأ التَّوَاجُدُ الْبَشَرِيُّ في مَكَّةَ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِتَارِيخِ هَذِه الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ لِتَسْتَطِيعَ أَنْ تَقِفَ عَلَى أَوَّلِ السُّلَمِ الَّذِي تَصْعَدُ بِهِ إلَى مِنْبَرِ النُّورِ، مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَتَقِفَ مِنْ أَعْلَى جَبَلِ الْيَقِينِ بِعَيْنٍ حَكِيْمَةٍ تَرَى بِبَصِيرَةٍ بَرَّاقَةٍ كَيْفَ نَشَأَ الْإِسْلَامُ، وَكَيْفَ جَازَ كُلَّ الصُّعُوبَاتِ والْعَقَباتِ .