الوطنية والمواطنة : رؤيا لتجديد المشروع السياسي للفلسطينيين في إسرائيل
تأليف: أيمن عودة
كتب بروفيسور زئيف شتيرنهل سنة 2018 ، مقالا عن صعود النازية في إسرائيل جاء فيه: قانون القومية الذي يظهر كان من صاغه هو أسوأ القوميين في أوروبا، هو البداية فقط... لا تنبت أمامنا مجرد فاشية إسرائيلية، وإنما عنصرية قريبة للنازية في بداياتها الأولى وككل أيديولوجيا، فإنها تمر بمراحل حتى تثبت على صورتها النهائية، فالنظرية العرقية النازية بدأت بإلغاء حقوق الإنسان والمواطن اليهودي ثم وصلت إلى ما وصلت إليه. ربما لولا الحرب العالمية الثانية لكانت المشكلة اليهودية قد انتهت بالتهجير «الإرادي» من مناطق الرايخ.. ممكن جدًا أن يكون هكذا . الفلسطينيين».
في أعقاب هذا المقال زرت بروفيسور زئيف شتيرنهل في بيته ليلة 13 شباط 2018، ومن مجمل حديثنا أشرت إلى النجاحات الفائقة للمواطنين العرب خاصة في الجامعات والمستشفيات، وبداية القفزة في مجال الهايتك. البروفيسور شتيرنهل لم يجبني مباشرة، بل طلب مني أن أتبعه إلى مكتبته، انتزع كتابًا يعرف موقعه جيدًا، وقرأ المقدمة التي تتحدّث عن نسبة اليهود في برلين عاصمة ألمانيا سنة 1930 حيث كانت 0,5 ، فيما وصلت نسبة الأطباء اليهود في المدينة %30 ، كما تضمن الكتاب عدد اليهود في رئاسة المستشفيات، البنوك والجامعات. نظر إلي وسألني: هل شفع ذلك لهم؟!
ما قاله شتيرنهل مهم وخطير في آن: أنّ التطور المهني والاقتصادي لأقلية قومية، دون مناخ ديمقراطي، هو بالذات ما من شأنه أن يعزّز التحريض عليهم وحتى الانقلاب ضدهم. فهل علينا الاكتفاء بالنجاحات الفردية أو حتى الاكتفاء بالتمكين الجمعي في مجالات منفصلة ؟ أم يجب أن نكون أيضًا جزءا من المعركة لتوسيع المساحة الديمقراطية في إسرائيل؟ وهل يُمكن توسيع المساحة الديمقراطية دون الانتصار على الاحتلال العنصرية والتمييز ضد المواطنين العرب، ووقف ظاهرة الفوارق الاقتصادية ؟ هي ليست مسألة تجزيئية وإنما شاملة!
حدد الخيارات