حين تستيقظ الاحلام
تأليف: مؤنس الرزاز
هربت ولجأت إلى عالم الأحلام على صهوة الخيال الواقعي!
قالت أمي أن أبي كان يبحث عن كنز مفقود مرصود يحرسه الجان. قالت أنه فتش جيوب دحلة والفرات، مسد شعر بروي، سواه جدائل، مشط نهر الأردن، تفقد كل خصلة فيه بشفتيه. تحسس الشعر الطويل المبتل المستحم دائماً. وقالت في حلم أوضح من اليقظة، حلم نقي لا شوائب منام فيه، ولا اختلط بصحو معكر. إنها في الليل المعتم سمعت نداءه فأجبته. ذلك الصياد الباحث عن صندوق العجائب في شعر الأنهار السمراء. لم تكن هي التي تتحدث في ثوبها، كان الصوت ينطلق من فمها وعينيها المغمضتين، ومن بين خصلات شعرها الليلي الغاصم يتقمص نكهة الخرير. قالت أنها رأته يبحث عنها. بعد الأنهار بحث في المطر، فتش الغيوم. غيمة غيمة. شق قطرات المطر مثل حبات الكستناء. كان يخشى أن تهرب نفسها في قطرة مطر، مثل حفنة مخدرات في برتقالة كسر كل حبة، مطر وهو يقف عارياً بلا مظلة ولا معطف حفر في الضباب، نبش مناجم النجار القديمة. وكنت أتحول من هيئة ماء إلى هيئة أخرى من الماء. لكنه ظل يطاردني زرع أصابعه في الطين، وكنت أتبخر من بين يديه. يقبض عليّ في حفنة من الماء بين يديه، أتسرب من أصابعه بخاراً وضباباً، قبض الريح، لكنه لا ييأس. يركض ورائي، أيتها الجنية أنت لي".
إلى أين تقودنا أحلامنا إن هي استأثرت على حياتنا وغرقنا فيها لتصبح واقعاً لا وهماً نعيش فيه؟!! هذا ما يحاول مؤنس الرزاز طرحه في تلك الرواية التي تبحر في عالم الإنسان العميق عالم أحلامه. إنه ينبش في نفس الإنسان عبر أحداث وسرديات تميل إلى المزج بين الواقع والخيال من خلال أسلوب روائي لطيف بعيد عن التعقيد ولغة روائية تشد القارئ إلى استقراء نهاية المطاف.
قالت أمي أن أبي كان يبحث عن كنز مفقود مرصود يحرسه الجان. قالت أنه فتش جيوب دحلة والفرات، مسد شعر بروي، سواه جدائل، مشط نهر الأردن، تفقد كل خصلة فيه بشفتيه. تحسس الشعر الطويل المبتل المستحم دائماً. وقالت في حلم أوضح من اليقظة، حلم نقي لا شوائب منام فيه، ولا اختلط بصحو معكر. إنها في الليل المعتم سمعت نداءه فأجبته. ذلك الصياد الباحث عن صندوق العجائب في شعر الأنهار السمراء. لم تكن هي التي تتحدث في ثوبها، كان الصوت ينطلق من فمها وعينيها المغمضتين، ومن بين خصلات شعرها الليلي الغاصم يتقمص نكهة الخرير. قالت أنها رأته يبحث عنها. بعد الأنهار بحث في المطر، فتش الغيوم. غيمة غيمة. شق قطرات المطر مثل حبات الكستناء. كان يخشى أن تهرب نفسها في قطرة مطر، مثل حفنة مخدرات في برتقالة كسر كل حبة، مطر وهو يقف عارياً بلا مظلة ولا معطف حفر في الضباب، نبش مناجم النجار القديمة. وكنت أتحول من هيئة ماء إلى هيئة أخرى من الماء. لكنه ظل يطاردني زرع أصابعه في الطين، وكنت أتبخر من بين يديه. يقبض عليّ في حفنة من الماء بين يديه، أتسرب من أصابعه بخاراً وضباباً، قبض الريح، لكنه لا ييأس. يركض ورائي، أيتها الجنية أنت لي".
إلى أين تقودنا أحلامنا إن هي استأثرت على حياتنا وغرقنا فيها لتصبح واقعاً لا وهماً نعيش فيه؟!! هذا ما يحاول مؤنس الرزاز طرحه في تلك الرواية التي تبحر في عالم الإنسان العميق عالم أحلامه. إنه ينبش في نفس الإنسان عبر أحداث وسرديات تميل إلى المزج بين الواقع والخيال من خلال أسلوب روائي لطيف بعيد عن التعقيد ولغة روائية تشد القارئ إلى استقراء نهاية المطاف.