زمن الأخ القائد
تأليف: فرج العشة
انغلقتْ بوّابة معسكر اللجوء، في ضواحي أمستردام، خلفك، في نهايات القرن العشرين. زفرتَ غصص حياةٍ مكلومة منذ ألف خرافة وخرافة، وأخذتَ نفسًا عميقًا، مسحوبًا من رصيدِ ما تبقّى من احتياط البراءة البرِّيَّة ـ ما قبل الختان.ما الذي تفعله ههنا؟!أيُّ مصير رمى بك؟!أيُّ هروب أطلقك؟!من أين؟!إلى أين؟!إلى متى؟!كنتَ راضيًا مرضيًّا هناك في مضارب لهوك الطفولي البريء؛ في مرقدكَ، في ركن “بيت الشعر” حذاء زريبة الجديان الوليدة خلف رأسك تمامًا، وأنفاسُها الناعمة تشنّف أذنيك وتعبق شهيّتك، وأنت سابح في سابع حلمك الشفيف كبياض حلم رضيع بعدما تكون قد تدثّرتَ وتزمّلتَ بخرافات الجدّة الوثيرة عن ما كان يا ما كان هذاك السلطان وما من سلطان غير الله.