ماجدولين : أو تحت ظلال الزيزفون
تأليف: مصطفى لطفي المنفلوطي
وكان القمر قد برز من وراء غمامته في تلك الساعة وأضاء المقبرة كلها ، فتمثل له أن القبور قد تفتحت جميعها ، وأن الموتى قد أخرجوا رءوسهم منها وأخذوا ينظرون إليه بعيون ملتهبة متوقدة ، فطار من رأسه ما بقي فيه من الصواب ، وترك الفاس مكانها ، وركض ركضًا شديدًا وهو يتخيل أن الموتى يتأثرونه ويركضون وراءه ، حتى وصل إلى المنزل ... وهو يصيح : "ما كفاني أن قتلتها حتى مثلث بها".
"ماجدولين" إحدى كلاسيكيات الأدب ، ذلك الإنتاج الأدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ، ولكن في صورة حداثية سلسة ميسرة ، لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل. وإذ يصحبنا المنفلوطي في هذه الرحاب الأدبية ، نلمس تعريبه للروايات الأجنبية حتى كأن أحداثها كانت على أرضنا نحن يستلهم روح الرواية ثم يفرزها بروح عربية أصيلة تلمس روح القارئ ووجدانه.
حدد الخيارات