من الجنس إلى أعلى مراحل الوعي

إن الإنسان لا يمكنه الانفصال عن الجنس، فهو يولد من خلال الجنس، لأن منطق الحياة قد جعل طاقة الجنس نقطة بداية الخلق والوجود. إن أولئك العظماء قد اعتبروه خطيئة، في حين أن الله ذاته حيث وضع سر الخلق به لم يعتبر خطيئة يجب أن نتقبل حقيقة

الجنس بقلب مفتوح. هناك أمران يحدثان في أعماقي الإنسان أثناء ممارسة الجنس:

أولا : تختفي الأنا في عملية الجماع، ولا تعود موجودة برهة معينة. وثانيًا : ينقطع الزمن للحظة وتنشأ حالة سر مدية، وفي النشوة يختفي الإحساس بالزمن، ولا يوجد ماض ولا مستقبل، ولا توجد إلا اللحظة الحالية. هذا هو السبب في تلهف الإنسان إلى ممارسة الجنس، إن الرجل يشتهي ويتوق ليس إلى جسد المرأة أو العكس، بل إلى شيء آخر وهو حالة اللا أنا وحالة الأبدية.

هناك طريقتان من أجل تحقيق أعلى مراحل الوعي، والوصول إلى جوهر الذات الداخلية: الجنس والتأمل. طالما أن الإنسان يستهلك طاقته من خلال الجنس، فلن يكون أعلى شأنا من الحيوانات. إن اليوم الذي يعثر فيه الإنسان على منفذ جديد من خلال التأمل، هو

يوم بزوغ فجر الإنسانية في داخله