الرواية بمتخيّل تاريخي، لغتها معتّقة ومنحوتة بإتقان، ابتكر فيها الروائي تقنيات في الأصوات الساردة، تحاكي وتحرث في أرض مجهولة بمدونة السرد العربي، قضى في اشتغالها وصناعتها خمس سنوات، يرويها أبطال متخيّلون، وهم بادي التارقي، وعلواتة الحسّاني، وأخمادو التارقي وغيرهم، تيمتها الأساس جفاف 1973 الذي ضرب صحراء شمال مالي، فقضى على المواشي والبشر، حيث غيّر هذا الجفاف مسار الصحراء، وجعل قبائلها التارقية والحسّانية من البدو الرحل؛ شتاتا بين دول الجوار، ما دعا التوارق ومن معهم من قبائل بني حسّان إلى الفرار من جحيم الموت باتجاه الشمال، حيث المدن النقاط الحدودية من جنوب الجزائر، فتحت لهم الجزائر مراكز الإغاثة واللّجوء، فأقام بادي التارقي ومن معه بتلك المراكز من1973 حتى 1976 بعدها استقرّوا بتلك النقاط وبنوا بيوتا فوضوية حتى حازوها واكتسبوا بتقادمها الوثائق الرسمية، ومع مجيء 1980 قام القذافي بنداء في مدينة أوباري من جنوب ليبيا، دعا فيه التوارق للمجيء إلى ليبيا، حيث فتح لهم معسكرات التدريب ووعدهم بمعاونته إياهم بقيام دولة أزوادية بشمال مالي، ولما احتاج القذافي إليهم في حرب جنوب لبنان وتشاد وظّفهم في هذه الحروب بالوكالة مقابل وعده إياهم، إن هم ناصروه في هذه الحروب، فسيفي بوعده معهم في مسألة الوطن.
بعد رجوع التوارق إلى ليبيا من معتقل أنصار بجنوب لبنان 1982، وكذا رجوعهم من حرب أوزو بتشاد سنة 1988وما لحقهم في هذه الحرب من خراب وأسر بالمعتقلات التشادية، طالبوا القذافي بوعده، فمطّط الحبل عليهم ثانية، حتى يئسوا وقاموا بأول غزوة أزوادية من معسكراتهم بليبيا باتجاه شمال مالي مرورا بصحراء النيجر، وذلك بتاريخ 20 جوان 1990، حيث قاموا بأول عملية عسكرية على ثكنة عسكرية بمدينة (منكا) شمال مالي فغنموا الأسلحة والسيارات، ومنذ ذلك الوقت انطلقت هذه الحرب المستمرّة بالازواد حتى الآن..