نظرية الإنسان في فلسفة فارابي
تأليف: محمد قشيقش
ان نظرية الفارابي في الإنسان هي التي عرضها ليس فقط في فلسفته السياسية بل في فلسفته العملية بشقيها السياسية والأخلاقية، وفي فلسفته النظرية (وأساسا العلم الإلهي، والسيكولوجيا، والبيولوجيا). وهي فلسفة في مجملها حاصل التوفيق بين الفلسفة والدين . كما أن فلسفة الفارابي العملية قد تأسست على مبادئ ونتائج الفلسفة النظرية (الفيزياء، والعلم الإلهي). أي على مبادئ ونتائج البيولوجيا، والسيكولوجيا، والعلم الإلهي. من هذا الأساس استمدت قيمتها، وحدودها. وهي الفلسفة التي شيدها من خلال عمل تركيبي إبداعي كان ينتصر فيه في كل مرة لحل أو منحى من النظر الذي يلائم قصده في الموضوع المحدد الذي ينظر فيه. لذلك، لم يكن في مواقفه في الموضوع المحدد أو ذاك تابعا لا لأفلاطون ولا لأرسطو ولا لأفلوطين، تبعية مطلقة. بل كان قارئا حذرا ومؤولا لآراء الفلاسفة بحسب الحاجة والغاية التي كان يرومها فكان بفعله هذا في المتن أشبه بفعل الحائك أو النساج في النسيج.
دار النشر: دار التنوير
تصنيفات: محمد-قشيقش