الأراضي المفرغة: جغرافيا قانونية لحقوق البدو في النقب

يسعى كتاب «الأراضي المفرغة » إلى الإسهام في الأدبيات التي تربط بين المضمون والإطار النظري النقدي والمساهمة في البحث ومنهجيته أيضا. ويسعى لدحض الرواية الصهيونية حول تاريخ وجغرافيا «النقب » وسكانه ومسألة تواصلهم وفلاحتهم للأرض، حيث سيطرت إسرائيل على معظم أراضي النقب عن طريق العنف وبتسخيرها للعقيدة القانونية النقب الميت» والتي تعتبر تلك الأراضي الخصبة وزارعيها أراضي مواتاً وملكاً للدولة، وتعتبر أن زارعي تلك الأراضي هـم متعدين على أراضي الدولة. رواية تنكر وجود الحق بالملكية وبالأرض وبالتاريخ وبذلك تنكر أن ممارستها العنيفة هي مصادرة وانتهاك حقوق وتهجير. رواية تدعي ببساطة أنها تطبق القانون وسلطته. يفكك «الأرضي المفرغة » تلك الرواية وأسسها المركزية والهامشية ويعتمد على دراسة مصادر عثمانية، بريطانية، إسرائيلية رسمية وأوراق عائلية محلية بلغات عديدة، ويسعى لعرض تاريخ المنطقة وتحليل الأطر والنظم القانونية التي سعت لإنكار الحق، ليبرهن أن لأهل الأرض الحق بالأرض بحسب القانون الرسمي وبحسب القانون العرفي المحلي ويدحض النقاش القانوني والقضائي الإسرائيلي بكل أسسه ومركباته المشابهة لعقيدة تيرا «نوليوس التي تبنتها القوى الاستعمارية الأوروبية تجاه الشعوب الأصلانية في مشاريعها الاستعمارية. إن نهج الكتاب متعدد المجالات حيث يدمج بن التاريخ والقانون والجغرافيا والتخطيط، ويغطي مساحات وأسئلة بحثية غابت عن البحث، مثل قانون الأراضي والقانون العثماني والبريطاني التاريخ القانوني والجغرافيا السياسية البشرية للمنطقة، إضافة لأطر الاستعمار الاستيطاني والجغرافيا القانونية . يتم بالعادة تصوّر وتصوير جنوب فلسطين على أنه صحراء قاحلة يسكنها بدو رحل يعتاشون على الرعي وتربية الماشية. لكن البحث الذي أمامنا يطرح تساؤلات عديدة حول تلك التصورات والنقاشات بشأن طبيعة المنطقة وطريقة حياة سكانها