الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط
تأليف: إتين جلسون
يجيب هذا الكتاب عن سؤال هام هو : هل كانت هناك فلسفة مسيحية في العصر الوسيط ، تتميز بوضوح عن فلاسفة اليونان ، لا سيما أفلاطون وأرسطو ؟ ويجيب عنه بالايجاب ، ويستخدم بدقة منهج البحث الأكاديمي : فيعرض علينا الأفكار المسيحية الجديدة الأصلية ، التي تميزت بها هذه الفلسفة ، ولا نجدها عند فلاسفة اليونان.
ففي مشكلة الألوهية يذهب الى أن الفلسفة المسيحية شددت على وحدانية الله هو أمر لم يعرفه فلاسفة اليونان الذين كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة . ففكرة " الاله الصانع " عند أفلاطون رغم أنها متقدمة جدا لتصور الألوهية ، فهو أزلي أبدي ليس له بداية ولا نهاية ، كما انه أنه عقلي خالص .. الخ . كما أن أرسطو بفكرته الشهيرة عن "المحرك الأول تحمل كلها صفات الألوهية.
كذلك بالنسبة للتصور المسيحي عن العالم فهو مخلوق لله ، في الوقت الذي لم يعرف فيه فلاسفة اليونان شيئا عن الخلق ، لأن المبدأ السائد في فكرهم هو : "لا شيىء يخرج من لاشيىء " . وكذلك العلاقة بين الله والعالم ، فالله خلق الأشياء ورتبها ونظمها ، وفق غاية معينة .. هي الله نفسه ، فهو الأول والآخر ، المبدأ والنهلية ، وهي كلها أفكار جديدة لم تعرف عنها الفلسفة اليونانية شيئا.