امرأة عند النافذة
تأليف: رامي طويل
«... بحيوية هائلة التقط عشرات الصور لكلّ تفصيل في ذلك الجسد وقد استقرّ على أن يكون هذا التمثال الركيزة الأساسية للدراسة التي سيعدّها عن المتحف الوطني. لكنّه بغتةً جمد في مكانه وسقطت الكاميرا من يده حين تجرّأ، بعدما التفت حوله مراراً، ومدّ يده ليلمس التمثال ويتأكّد إن كان مصنوعاً من الرخام. أحسّ بضيق تنفّسه وأنّ قلبه توقف برهةً عن العمل وهو يشعر بشيء من الدفء يتسلّل إليه عبر أصابعه التي مسّت جسد التمثال. راحت أنفاسه تتسارع بعدما ضغط على ساق التمثال ليكتشف أنّه رجل من لحم ودم. من دون أن يفكّر بشيء هرع راكضاً نحو البوابة الخشبية، يردّد الفضاء وقع خطواته محوّلاً إيّاها صخباً هائلاً. وقبل أن يبلغ البوابة الخشبية ببضع خطوات فوجئ بها تغلق...»
رامي طويل روائي وقاص ومترجم سوري. صدر له في الرواية عن دار الساقي: «رقصة الظلّ الأخيرة»، «حيوات ناقصة»، «قبعة بيتهوفن»، وفي القصة: «قبل أن تبرد القهوة»، «امرأة عند النافذة»، وفي أدب الأطفال «لست وحيدًا» (القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، فئة أدب الطفل 2023).