برق أو قرن أيل مقلوب
تأليف: عبد الله الزيود
"متكئًا على ساعده إلى بوابة السوق، مضيِّقًا عينيه، بدأ عمر بمتابعة هيئة التجار المنهارين، جيرانه الذين تجمعهم به الألفة والرفقة والإنسانية، لم يتعرض له الزعران ولم يسلبوه شيئًا من ماله مرةً، ولكن رفض الظلم لا يستوجب وقوعه عليك، والحقُّ أن عمر تأثر كثيرًا بالمذلة التي لحقت بالرجل المنهار، وتأثر أكثرمن رد فعل التجار حوله، رغم أنهم يفوقون المعتدين عددًا فإن الخوف الذي ملأ قلوبهم، والاندفاع الذي يظهره الزعران يرجح كفتهم.
رمى السيجارة من يده وداسها بقدم غاضبة ثم عاد ليجلس قبالة حامل اللوحات، هز قدمه مرارًا وعضَّ إصبعه لمَّا ثار غضبه ثم لمَّ أغراضه وغادر السوق."