جون لوك والمرأة (المرأة في الفلسفة 6)
تأليف: إمام عبد الفتاح إمام
الهدف الأول من هذه السلسلة ، كان ولا يزال ، أن نحاول تعديل الصورة السيئة عن المرأة التي استمرت في بلادنا لمدة طويلة ، والتي روج لها الرجل واقتنعت بها المرأة ، ومن هنا جاءت أهمية القاء الأضواء الكاشفة على الوضع المتردي للمرأة العربية عن طريق دواة الخلفية النظرية لهذا الوضع ، وهي خلقية أرسيت دعائمها في الفلسفة اليونانية ثم هبطت الى تراثنا مع غيرها من الأفكار الكثيرة التي استقرت واتخذت لنفسها صبغة دينية – كما حدث في العالم الغربي .
والغاية من هذه السلسلة هو ان تقدم أمام القارئ العربي مادة نظرية لمناقشة هذه الأوضاع التي تزداد سوءا وتدهورا يوما بعد يوم . فعلى الرغم من ان المرأة العربية كانت قد حققت بعد الانتصارات في النصف الأول من هذا القرن عندما حطمت قيود الحريم واستردت شيئا من كرامتها المفقودة ، وانسانيتها الضالعة ، فان هذه الانتصارات أصيبت للأسف الشديد ، بنكسة قوية في النصف الثاني من هذا القرن ، ثم تحولت هذه النكسة الى مأساة عندما أخذت ترتاب هي نفسها في جدوى التعليم ، وزاد الطين بلة أنها أخذت تتشكل في مشروعية حقوقها الانسانية ، من حيث حق المواطنة ، وكأنما يوسوس لها شيطان بأنها خلقت لا لتكون حرة امام ربها وضميرها ، بل لتكون تابعة للرجل ، تتحجب اذا شاء لها سيدها أن تتحجب ، وتسفر اذا أراد لها مولاها أن تسفر.
لقد تحولت النساء في بلادنا الى ملكات ، وقدرات ، وكفاءات معطلة ومهدرة مع أنها كان يمكن ان تعمل مع الرجل جنبا الى جنب ، في دفع المجتمع العربي الى التقدم والازدهار فتضاعف بذلك الملكات والقدرات في المجتمع ، وينهض من سباته لعله يحاول اللحاق بالركب المتقدم الذي أصبحت المسافة بيننا وبينه عظيمة . وغدت الهوة الواسعة ... واسعة.
واذا كنا ركزنا الانتباه على موضوع " المرأة في الفلسفة " فذلك لأن الفيلسوف كان على مدار التاريخ المفتن وصاحب النظرية الذي يقدم لها الواقع الاجتماعي الذي يعيشه . وفي هذا الكتاب جون لوك .. والمرأة نموذج جيد للفيلسوف اللبرالي الذي دافع دفاعا مجيدا عن حرية الانسان وحقوقه ، لكنه ، للأسف ، جعل هذا الانسان مرادفا للرجل ، وترك المرأة للعادات والتقاليد البالية.
دار النشر: دار التنوير
تصنيفات: إمام-عبد-الفتاح-إمام