دراسات في تاريخ اسبانيا والبرتغال في العصور الوسطى

مقدمة الكاتب

أقدم للباحثين والمهتمين بالدراسات التاريخية لشبه الجزيرة الأيبيرية عدة دراسات تخص تاريخ إسبانيا والبرتغال في العصور الوسطى محاولا سد ثغرة في الدراسات الإسبانية والبرتغالية والتي أهملها الباحثون العرب خاصة وأن جل اهتمامهم كان موجها إلى الدراسات الخاصة بالمسلمين في الأندلس والتعرض لتاريخ الممالك المسيحية الاسبانية والبرتغال فقط فيما يخص ما يرونه من أحداث علاقتهم بالمسلمين ، معتمدين في هذه الدراسات على المصادر العربية والقليل جدا من المصادر الإسبانية والنادر من المصادر البرتغالية. حقيقة أن دراساتي تشمل في أكثرها العلاقات بين الممالك المسيحية والبرتغال بالمسلمين في الأندلس ؛ ولكن اعـتـمـدت على الاطلاع بتـوازن على المصادر الاسـبـانـيـة المذكورة لـهـا وللبرتغال الحصول على أكبر قدر ممكن من هذه المصادر والجدير بالذكر أن المصادر الاسبانيـة والبرتغاليـة سـدت فـجـوات في الروايات التاريخية الاسلامية - مع وفرتها ودقتها- إلا أنه على سبيل المثال في الفترة ١٢١٧م إلى ١٢٥٠م استولت البرتغال على العديد من المدن والقلاع والأراضي ووصلت بحدودها إلى ساحل البحر جنوبا . ولم تشر المصادر الاسلامية إلى سقوط هذه القواعد إلا بذكر كلمة وسقطت كذا وكذا دون تفاصيل . وقد اعتمدنا في بحثنا عن «دور الصليبيين في استيلاء البرتغاليين على مدينة قصر أبي دانس ٦١٤هـ / ١٢١٧م ، وفي البحث الآخر عن «استيلاء البرتغاليين على المدن والقلاع الإسلامية في غرب الأندلس ١٢٢٦-١٢٥٠م» على المصادر البرتغالية، حيث أفاضت المدونات البرتغالية في ذكر غزوات ملوك البرتغال وأحداث الاستيلاء على الـقـواعـد والمدن الأندلسية في غرب الأندلس لما لها من أهمية في تاريخ مملكة البرتغال . ومعظم هذه المدونات وضعت بأيدى رهبان ورجال دين تحت رعاية ملوك البرتغال وكانت هذه الغزوات وعمليات الاستيلاء من وجهة نظرهم هي تسجيل بطولات لهؤلاء الملوك وأعمالهم ، ولذلك كانت تهتم بذكر الكثير من التفاصيل