ذاكرة الرّصيف
تأليف: رؤى الصغير
"جائزة مؤسسة الفكر العربي"، فئة الإبداع 2015
انتهى به الأمر تحت السور. وسوره هو غير مقهى "تحت السور" الذي كان يجلس فيه أدباء تونس ومثقفوها في زمن الاستعمار الفرنسي. بل هو سور غير مثقف، وغير مهذّب، لا يرتجل شعراً ولا يرتاد ندواتٍ أدبية: إنه سور العاجزين! استقرّ على الرصيف، يحتضن بيديه كومة من رسائل كتبها إلى أسيل منذ أن هاجرت قبل عشرين سنة. يقول الناس إنه مجنون؛ إنه مجرم؛ هارب من مصح عقلي أو فارّ من العدالة. ذلك أنهم لا يعرفون حكايته، ولا يعرفون حكاية أسيل... تعلّم أن يقرأ الخطى كما يُقرأ الفنجان، وأن يفسّر الأقدام كما تُفسَّر الكفّ. وفجأةً يتناهى إليه وقع خطواتٍ يعرفها جيداً: إنها هي؛ إنها أسيل... ولن يسمح لها أن تختفي ثانيةً، أو أن يضيّعها هو ثانيةً... مستحيل!
رؤى الصغير مجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت. ناشطة في المجتمع المدني، وعضو في برلمان الشباب التونسي. تعمل في بيروت على دعم حقوق العمّال الأجانب والمساواة الجندرية في القانون. صدر لها عن دار الساقي: "ذاكرة الرّصيف".