سيكولوجية الجماهير
تأليف: غوستاف لو بون
تكمن أهمية كتاب «سيكولوجية الجماهير» في كونه إحدى الدراسات الاجتماعية المتقدمة التي عنيت بدراسة الخصائص النفسية للجماهير، ويقدم فرضية مثيرة للجدل بأن الجماهير لا تزيح الديكتاتور نظراً لاستبداده السياسي، وإنما تفعل ذلك لأنه لم يعد في نظرها قوياً فتحاول استبداله بدكتاتور آخر يلهب حماسها. إنها كما يقول لوبون: «فالجماهير تحرق اليوم آلهتها القديمة، وتغير أفكارها كما تغير ثيابها!!». ويمكن اعتبار الكتاب دراسة لنفسية الشعوب عندما تقرر الثورة على حكامها، مما يكسبه أهمية كبيرة في الوقت الحالي، التي تشهد فيها العديد من البلدان ثورات وحراكات كبيرة يجب إدراك أسبابها ودوافعها. فرغم أن الجماهير تتعرض للتجهيل، للتجاهل، للتجويع، للقمع او للتوجيه، إلا أنها تظل بحد ذاتها رقماً صعباً وطرفاً مهماً في المعادلة، فلا بد من فهمها سواء بالنسبة للحكام أو بالنسبة للفرد الذي ينتمي لهذه الجماهير. فالفرد بمعزل عن الجماهير شخص له عقليته الخاصة، إرادته المستقلة، يتحمل مسؤولية تصرفاته، لكنه عندما إلى الحشود، سيتم توجيه بعيداً عن رغباته الفردية وميزاته الشخصية، ولن يسمح له أن يفكر فيما يجري. بعد أن تقرأ الكتاب ستفهم نجح أمثال لينين، هتلر وموسوليني وغيرهم في تولي الحكم في بلادهم! إنها نفسية الجماهير العاطفية جدا واللا عقلانية، والتي تكفي أن يخطب فيها شخص ما يؤجج مشاعرها ليكسب ودها ويحكمها حكا مطلقاً