فن أن تكون دائما على صواب
تأليف: ارثور شوبنهاور
أعظم سلاح المغالط هو التلبيس والتدليس، أي ديدنه أن يعتمد الحجج الملتوية المرائية وأن يدع المستقيمة منها. ولما كان الإنسان أثر لتلك المرائية وأهرع إليها، لما في طبعه من أنانية ومحبة للذات. إذ ليس عنده أوغل في المهانة من رؤيتها منكسرة ذليلة، ولما عُرف به من ميل إلى الخديعة والمكيدة ولما أحطتَ به من أنّ طريق قويم الحجج وصائبها أضيق، وأن طريق ملوي الحجج وكاذبها أرحب؛ وجب فحص هذا النمط من الحجج المرائية والمموهة قصد الوقوف على طبيعتها، ومن تم تحديد سبل نقضها. ذلك أن كل معتمد على حجج مموهة يفرض علينا خيارين إما أن نبين مكمن المغالطة، فنقطع عليه مكالمته وإما أن نجاريه في ذلك، ونعمل على التصدي له ونقض مغالطته. وما دام الأمر كذلك، فقد بانت أهمية العلم بالمغالطات للاقتدار على نقضها والتصدي لمختلف أساليب التضليل والتغليط. فعلى ناقض المغالطات أن يكون داريا بأصول وضوابط الصناعة وأن يمتلك قدرات تحليلية وتقويمية تمكنه من اكتساب مختلف آليات العرض والاعتراض فمن علمها وعمل بها نجح في أن يقطع على المغالط تدليله، وربما عكسه ضده، وقلب الحجة عليه ولئن كان من يجهل القانون لا يُعذر فإن من يجهل هذه الحيل أو المغالطات أولى به أن يغلب ويهزم فمن أتقن هذا النوع من الجدل وأجاد أساليبه، فالنصر حليفه سواء في ذلك أكان محقا أو مخطئا.
سنة النشر: 2014
دار النشر: منشورات ضفاف
الطبعة: الاولى
ترجمة: رضوان العصبة
عدد الصفحات: 101
تصنيفات: أدب-ألماني , ارثور-شوبنهاور , الأكثر-مبيعًا , علم-النفس , فلسفة , مساعدة-ذاتية