مراسلات ديكارت واليزابيث : حوار الفيلسوف والأميرة في الفلسفة والسياسة والعلوم
تأليف: ديكارت
إن مراسلات إليزابيث وديكارت مزيج مثير للاهتمام، يتضمن تاريخاً اجتماعياً، وسيرة ذاتية، فضلا عن توفره على تعليقات فلسفية عميقة تضيئه. تتأتى أهمية رسائل الأميرة إليزابيث إلى صديقها ديكارت من أن أسئلتها للفيلسوف أثارت تفكيره، بجدية أكبر، وجعلته يتعمق في بحث قضايا الأخلاق، والانفعالات، والسياسة. والمتتبع للرسائل، يجد أن سبع سنوات من المراسلات، قد أفضت إلى تطوير العلاقة بينهما، واغنائها، وهي تتحول من الجاذبية إلى التعارف، إلى الإعجاب المتبادل، وأخيرا إلى الصداقة، رغم أنها جاءت متأخرة في حياة ديكارت، وفي وقت مبكر من حياة إليزابيث، إذ كان عمرها تقريباً أربعة وعشرين عاماً، ورغم ذلك بدا أن الاختلاف في السن لا يكاد يذكر. فضلاً عن ذلك، لعل أهم ما يميز هذه المراسلات، أنها تقدم وثيقة فلسفية يمكن من خلالها معرفة بداية تشكل الاهتمام الفلسفي لهذه الأميرة. لكن أي نوع من الفلسفة يمكن أن يتم التعبير عنه في المراسلات الشخصية؟ هذا ما تهدف إلى كشفه هذه الترجمة عبر تقديم محتوى فلسفي، يتوقف على ثنائي افترض أحدهما الآخر. وتمثل الرسائل المترجمة، في هذا الكتاب، إجابة محددة عن أهمية المراسلات الفلسفية من أجل تأكيد صور عدة للفيلسوف، لا صورة واحدة، فضلا عن التحيز البسيط لأهمية الأفكار الفلسفية للمرأة، فالنزعة الذكورية التي ترى في المرأة كائناً دون الرجل، وأقل شأناً منه، ولا تتخطى وظيفته في الحياة حدود كونه مخلوقا لتدبير منزل، وخدمته، ناهيك عن وضعه في مرتبة العبيد، مثل هذه النزعة تم التعبير عنها بشكل موثوق في أعمال أرسطو، بينما تذهب المراسلات بين إليزابيث وديكارت إلى غير ذلك
الطبعة: الثالثة
ترجمة: نوال طه ياسين و ابتسام خضرة
تصنيفات: ديكارت , سيرة-ذاتية , فلسفة , مقالات , واقعي