الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، المجلد الأول 1914-1915
تأليف: نجدة فتحي صفوة
تعد الوثائق البريطانية أغزر مرجع عن الجزيرة العربية منذ بداية القرن العشرين، نظراً لعلاقة بريطانيا الوثيقة بشؤون الجزيرة العربية، ودورها المهم في الخليج العربي وإماراته، فضلاً عن العراق ومصر.
وتضم هذه المجموعة ترجمة لأهمّ الوثائق البريطانية التي تفصح عن سياسة بريطانيا ومواقفها وأعمالها منذ بداية سنة 1914 التي نشبت خلالها الحرب العالمية الأولى وكانت بداية عهد جديد في تاريخ المنطقة كلها. وهي تحتوي أيضاً على تقارير الممثلين البريطانيين ومراسلاتهم، لا عن صلات بريطانية بهذا القطر العربي أو ذاك فقط، بل عن الأحوال الداخلية في تلك الأقطار، وعن اتصالاتهم مع حكامها، ومحادثاتهم معهم.
وكانت هذه الوثائق محاطة بسرّية تامة نظراً لأن القانون البريطاني الخاص بحفظ الوثائق كان يحتّم بقاءها مغلقة لمدة خمسين عاماً. ولكن هذه المدة خفضت في سنة 1967 الى ثلاثين عاماً، ولذلك أخذ الباحثون والمؤرخون يتدفقون على مركز حفظ الوثائق بلندن للاطلاع على أحدث ما فتح من الوثائق البريطانية.
وقد روعي في اختيار وثائق هذه المجموعة، والمجموعات التالية، أن تقدم صورة متسلسلة ومترابطة بقدر الإمكان لأهم أحداث نجد والحجاز في سنتي 1914 و 1915، أي قبل توحيدهما تحت اسم "المملكة العربية السعودية" في سنة 1932.
وقد حرص نجدة فتحي صفوة أن لا تكون المجموعة تكديساً لوثائق ميتة، خرساء، جمعت بين دفتي كتاب قد يفيد منه الباحث أو المؤرخ ولكنه لا يستهوي القارئ العام، ولذلك حاول أن يجعلها، في الوقت نفسه، كتاباً يستطيع أن يقرأه ويستمتع به القارئ العادي الذي يهتم بتاريخ الوطن العربي وأحداثه القريبة لغرض الاطلاع وطلباً للمعرفة، فضلاً عن كونه مرجعاً لا غنى عنه للباحث المتخصص.
ويحتوي هذا الجزء الأول على الوثائق الخاصة بالجزيرة العربية (نجد والحجاز) في سنتي 1914 و1915، مترجمة ترجمة دقيقة دونما حذف ولا تصرّف.
وسيختص الجزء الثاني من السلسلة بوثائق سنة 1916، وهي السنة التي قامت فيها "الثورة العربية الكبرى".
نجدة فتحي صفوة (1923 – 2013) دبلوماسي وكاتب عراقي، تخرج من كلية الحقوق ببغداد وواصل دراسته في جامعة لندن. له مئات المقالات والدراسات في شتّى الصحف والمجلات العربية في العراق ومصر ولبنان وبريطانيا. صدر له عن دار الساقي: "الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية 7 أجزاء)"، "صالح جبر: سيرة سياسية"، "حكايات دبلوماسية"، "من نافذة السفارة"، "هذا اليوم في التاريخ".