المعرفة والأيديولوجيا
تأليف: محمد حسين الرفاعي
لقد سبق لمحمد عابد الجابري أن قدم وعيًا بثنائية ( التراث - والحداثة)، جعلها، في استخلاصاته، خارج الواقع، مسألة ثقافية - فكرية بحتة، لا مجتمعية. كما جعل عبد الله إبراهيم من إعادة إنتاج المفهوم أداة تجاوز الثنائية المجتمعية في بلداننا العربية، من خلال الكشف عن، واستخراج أحاديتها المجتمعية الواحدة. كما حوّل محمد أركون، وجورج طرابيشي، وعبد الله العروي، التراث العربي بمضامينه، ومنظوراته، إلى حداثة وتحديث، وفقًا لمعايير الحداثة والتحديث في الغرب. بيد أن ما عاب عن هذه الممارسات العلمية إنما هو التساؤل الإبستيمولوجي على هدى شروط إمكان بناء وإعادة بناء عالمية المفهوم العلمي الحديث في كل مرة. فلا وضع الثنائية خارج الواقع، ولا إعادة إنتاج المفهوم إنطلاقًا من الواقع، ولا تحديث التراث وحداثته، يمكن أن تنفتح على العالمية إنطلاقًا من موقع إعادة بناء العالمي من شأن المفهوم السوسيولوجي. كل هذي الدعوات إنما هي تندرج ضمن القياس والتقويم إنطلاقًا من نماذج مثل، هي تكون معايير وضع، واختيار، وتحديد، اولًا وفوق كل شيء. فما هو مضمون البناء وإعادة بناء العالمية التي من شأن المفاهيم العالمية في كل مرة وقد أصبحت الآن كوزموبوليتانية؟
إن مفهوم العالمية إنما هو يجد تمثله الصريح في مفاهيم السوسيولوجيا، منذ القرن الثامن عشر، في ارتباط إبستيمولوجي - معرفي بتحوّل جذري من مفهوم العالم بما هو عالم ثقافة ما، أو جماعة ما، أو مجتمع ما، أو لغة ما، أى من مفهوم العالم مأخوذًا بوصفه عالمًا من العوالم المغلقة إلى مفهوم العالم بوصفه وحدة العوالم، في انفتاح أصلي مفروض على العوالم التي تريد أن تفعل فعلًا معرفيًا بعامة، أو فعلًا علميًا بخاصة، أو مجتمعيًا ضمن المجتمع العالمي بعامةً.
إن مفهوم العالمية إنما هو يجد تمثله الصريح في مفاهيم السوسيولوجيا، منذ القرن الثامن عشر، في ارتباط إبستيمولوجي - معرفي بتحوّل جذري من مفهوم العالم بما هو عالم ثقافة ما، أو جماعة ما، أو مجتمع ما، أو لغة ما، أى من مفهوم العالم مأخوذًا بوصفه عالمًا من العوالم المغلقة إلى مفهوم العالم بوصفه وحدة العوالم، في انفتاح أصلي مفروض على العوالم التي تريد أن تفعل فعلًا معرفيًا بعامة، أو فعلًا علميًا بخاصة، أو مجتمعيًا ضمن المجتمع العالمي بعامةً.
دار النشر: دار التنوير
تصنيفات: محمد-حسين-الرفاعي