بسم الأم والابن
تأليف: ابراهيم نصرالله
إن أول ما يلفت النظر جذريا في قصائد إبراهيم نصر الله أنه قادر منذ البداية على خلق حقائق شعرية جديدة، على صنع متخيل لا يتراءى نظيره إطلاقا في قصيدة سابقة عليه.. وهو بذلك يرد لنا كثيرا مـن الثقـة مـن أن شعراءنا اليـوم لا يسلكون دروباً إبداعية مسدودة، تضيـق مـن الشعر، وتحد من مقروئيته، لأنه قادر بامتلاكه لطاقـة تجريبية هائلة، على خلـق أشكال فنيـة وعـوالم موضوعية تجسد حيوات خارجية لأصـوات متشابكة مفعمة بالرغبات المتضاربة والأمل المقموع. بصيرته مؤلفة من عدة أطراف، حيث يتألف الخيط الواصل بين كل أعمال إبراهيم نصرالله مـن نسيج متماسك لحمتـه الموقف الوجودي للإنسان الفلسطيني والعربي بكل تفاصيله ومنحنياته، ويتألف من التواصل العميق مع ايقاعات الحياة الثقافية العربية والإمتصاص الوئيد لعناصرهـا الإبداعية والفكرية وتجاوزها في الآن ذاته؛ لا يمكن لقصيدة يكتبها مثل هذا الشاعر الآن أن تكتب منذ عشرين عاما، لأنها تستوعب كل المنجز الجمالي الذي حدث في الأعوام العشرين الماضية. .. ومثلما يحدث مع كبار الشعراء، استطاع إبراهيم نصر الله إبداعياً، أن يخترق صفوف أبناء جيله، وأن يحرق مسافات النمو الجمالي والتقني، وأن يقف في الصف الأول مع كبار الشعراء. في هذه الأرض المبدعة الخلاقة لقصائده، التي تمثـل إنجازاً نوعياً، تؤكد تجربته أن بإمكان الشاعر أن يجدد كثيراً ويظـل شـاعراً موصولاً بجملة المنجزات الجمالية للفنون كلها
حدد الخيارات