تاريخ الأخلاق
تأليف: محمد يوسف موسى
يجد الباحث في تاريخ الأخلاق لذة وفائدة مصدرهما الوقوف على تطور العقل ومحاولة الوصول إلى الحقيقة في ناحية من نواحي الفلسفة وربما أربت متعة البحث في هذه الناحية عنها في كثير من النواحي الفلسفية الأخرى. ذلك أن نظريات ما بعد الطبيعة مثلاً . غالبا عمل العبقرية التي تحب العزلة والانفراد بنفسها، بينما المذهب الأخلاقي لفيلسوف ما يعتبر تاريخه - إلى حد ما - ترجمة لعواطف العصر الذي عاش فيه ولتقاليد أهله وناسه ومن هنا كان الأخلاقيون مشرعين للشعوب بضرب خاص من التشريع حقيقة إنهم بعد إجالة عقولهم في تقاليد العصر وعاداته هم الذين يملون قوانين السلوك وقواعد السير في الحياة مستلهمين في ذلك الرأي السديد والفكر النافذ والمثل العليا التي من حظ الإنسانية التعلق بأهدابها. لذلك كان من الحق أن نقول مع أفلاطون: "إن القوانين الأخلاقية كقوانين الأمة الأخرى ليست دعاماتها وأسسها أحجارًا وأخشابًا، ولكن عادات وتقاليد وبدراسة هذين النوعين من القوانين لأمة من الأمم ينكشف لنا طابع روحها وعقليتها فيساعدنا ذلك على فهمها حق الفهم.
دار النشر: أقلام عربية للنشر والتوزيع
تصنيفات: فلسفة , محمد-يوسف-موسى
حدد الخيارات