روح الاشتراكية
تأليف: غوستاف لو بون
"الاشتراكية خلاصة كثير من الرغائب والمعتقدات ومبادئ الإصلاح التي تستهوي العقول، فالحكومات تهابها والمشرعون يدارونها والأمم ترى فيها فجر مقادير جديدة"، هكذا افتتح (لو بون) بحثه عن الاشتراكية والذي طبق فيه الأفكار التي سبق وأن أرساها في كتابيه "سر تطور الأمم" و"روح الجماعات"، حيث لم يتوغل في تفصيل مذاهب الاشتراكية، مكتفياً بدرس جوهرها ويتمحيص أسباب ظهورها والعوامل التي تعيقها أو تساعد على انتشارها، مبيناً النزاع القائم بين المبادئ القديمة التي تأصلت بالوراثة في النفوس والتي ما تزال المجتمعات تستند إليها وبين المبادئ الحديثة التي هي بنت البيئات الجديدة الناشئة عن تطور العلوم والصناعة الحديثة. يرى لو بون أن "علم النفس هو الذي يمكنه توضيح الصفة التي تتكون بها المذاهب الجديدة وما لهذه المذاهب من التأثير في طبقات العوام والمتعلمين". لذا ناقش في الكتاب مبادئ الاشتراكية وأنصارها وعوامل تطورها الاجتماعي وأصل نشوئها في القرون القديمة، متقصياً بالتحليل النفسي كل ما يتعلق بأشكالها وظروف تكوينها في الأمم المختلفة وعلاقتها بمفاهيم الدين والقانون والحكومة وصراع الأمم، كما لم يفته تحليل التباين بين مقتضيات الاقتصاد وبين رغائب الاشتراكيين أو التصادم بين سنن التطور والمبادئ الديموقراطية من جهة ومبادئ الاشتراكية من جهة أخرى، فضلاً عن الصراع الاقتصادي بين الشرق والغرب أو بين أمم الغرب فيما بينها، ليختم الكتاب بتصوراته عن مستقبل الاشتراكية ومصيرها واضعاً عنواناً مثيراً في النهاية عن "كيف تقاتل الاشتراكية؟". الكتاب يكتسب أهمية بالغة في كونه بحثاً مثيراً عن الاشتراكية كتب في مرحلة دقيقة وحساسة وناقش أفكاراً واسعة ومتباينة وجدلية، ما يجعله مصدراً لا غنى عنه للباحث أو القارئ المتطلع على حد سواء