عائد إلى حيفا
تأليف: غسان كنفاني
يحمل عنوان هذه الرواية مفارقة قاسية، فإذا كانت العودة إلى البيت تحمل معنى البهجة واستعادة صورة بيت الذكريات الجميلة بكل التفصيلات التي رواها السارد حين دخول سعيد س. وزوجته صفية بينهما في حيفا، فإن كل ذلك انقلب إلى الضد حين اصطدما بابنهما خلدون أو دوف الضابط في قوات الاحتياط الإسرائيلية منكرا أبوتهما، فليس له أبوان سوى البولنديين مريام وزوجها إيفرات الذي قتل في سيناء عام 1956. كانت صدمة كبيرة لسعيد وصفية، وأدرك سعيد حينها أن الإنسان قضية وأن الوطن ليس مجرد غرفة وقطع أثاث بل موقف وقيم، وأدرك أن البنوة ليست علاقة دم، وراح يتذكر موقف ابنه خالد الذي هدده سعيد، حين أراد أن يلتحق بالفدائيين، بأن يتبرأ منه. فمن ابنه الحقيقي إذن، خلدون أم خالد؟!
تمنى في هذه اللحظة أن يكون خالد قد هرب من البيت والتحق بالعمل الفدائي . لقد قال دوف : الإنسان قضية، وقال له سعيد : الإنسان قضية ولكن أية قضية؟ هذا هو السؤال ...
قال له بعد أن يئس منه : "وأنا أعرف أنك ستدرك هذه الأشياء، وتدرك أن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها، كائنا ما كان، هي أن يعتقد للحظة أن ضعف الآخرين أو أخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم، وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه....
رواية طريفة تصدر عن وعي لافت ورؤية عميقة، حفلت بتفصيلات ذكية للمكان، تشعرك بالالفة والمحبة بسبب سردها الممتع الجميل، وتمنحك ! لغة أخاذة، تستصفي منها مقولات تظل في بؤرة الوعي لا تنسى.
دار النشر: الدار الأهلية
تصنيفات: أدب , خيال-تاريخي , روايات , سياسة , غسان-كنفاني , قصص-قصيرة , كلاسيكيات