مباحث سوسيولوجيّة: ديالكتيك المنهج – والممارسة
تأليف: فؤاد خليل
حين تجد باحثًا سوسيولوجيا عربيًا أو لبنانيًا يطرح في مطلع بحثه سؤال الانطلاق، ثم تسأله لماذا هذا السؤال، لن تسمع منه إلا جوابًا واحدًا هو: لقد استخدمه عالم اجتماع غربي في إطار نموذج تحليلي، أى أنه نقل شكل ممارسة السؤال ونموذجه ثم ترجمه إلى العربية من دون أن يدرك معناه العلمي.
فسؤال الانطلاق هو سؤال مؤقت يخفي التناقض في الاتجاه التجريبي بين نظريته في المعرفة التي ترجع إلى الملاحظة، وبين ممارسته التي تنطلق من الفكرة. ولكي يجري حل التناقض المذكور، طرح السؤال بصيغة المؤقت من حيث هي شكل توفيقي بين نظرية المعرفة التجريبية وممارستها. وهذا الحل يدرك معناه بالطبع عالم الاجتماع في الغرب. فيأتي سؤاله محكومًا بديمومة الموضوع الذي اختاره في البحث ( الموضوع = فكرة )؛ في حين أن الباحث في بلادنا لا يدرك معنى الحل، فيكون سؤاله ظرفيًا قد يتغير في المسار البحثي إلى سؤال جديد حول الموضوع نفسه، وذلك بسبب النقل والترجمة. كذلك هذ الحال مع الباحث نفسه حين يطرح الإشكالية في صيغة سؤال أو أسئلة متراصفة. وعندما تطلب إيه أن يفسر لماذا صيغت الاشكالية سؤالًا أو مجموعة أسئلة؟، يجيبك بأنها وردت على هذا النحو في القواميس الغربية، أو أنها استخدمت هكذا لدى الباحثين الغربيين. وفي الحالين يكون قد نقل أحد أشكال ممارسة الاشكالية في الغرب من دون أن يعي معناها العلمي.
فسؤال الانطلاق هو سؤال مؤقت يخفي التناقض في الاتجاه التجريبي بين نظريته في المعرفة التي ترجع إلى الملاحظة، وبين ممارسته التي تنطلق من الفكرة. ولكي يجري حل التناقض المذكور، طرح السؤال بصيغة المؤقت من حيث هي شكل توفيقي بين نظرية المعرفة التجريبية وممارستها. وهذا الحل يدرك معناه بالطبع عالم الاجتماع في الغرب. فيأتي سؤاله محكومًا بديمومة الموضوع الذي اختاره في البحث ( الموضوع = فكرة )؛ في حين أن الباحث في بلادنا لا يدرك معنى الحل، فيكون سؤاله ظرفيًا قد يتغير في المسار البحثي إلى سؤال جديد حول الموضوع نفسه، وذلك بسبب النقل والترجمة. كذلك هذ الحال مع الباحث نفسه حين يطرح الإشكالية في صيغة سؤال أو أسئلة متراصفة. وعندما تطلب إيه أن يفسر لماذا صيغت الاشكالية سؤالًا أو مجموعة أسئلة؟، يجيبك بأنها وردت على هذا النحو في القواميس الغربية، أو أنها استخدمت هكذا لدى الباحثين الغربيين. وفي الحالين يكون قد نقل أحد أشكال ممارسة الاشكالية في الغرب من دون أن يعي معناها العلمي.
دار النشر: دار التنوير
تصنيفات: فؤاد-خليل