الاستعارة الكبرى في شعريّة المسرحة
تأليف: خالدة سعيد
لعب الإنسان دائماً، لعب مجانياً، لعب فاختبر. وجه إشاراته وعرض مهاراته ومكتشفاته. فاللعب توأم اللغة والترميز. منذ القدم تقنع الإنسان بالأقنعة، وتوسل سحرية الشبه والازدواج. ليس الريش والفراء، واستعار لجسده صور الكائنات كنوع من مصادرة خصائصها، وكتحد لشرطه وامتلاك للقدرة على الوجود المتعدد. كما لعب الإنسان مع الخطر، روض الوحوش، غالب الجاذبية، مشى على الحبال، قفز من الطائرات، صعد بالدرجة على جدار.
أو على العكس، أراد تعظيم الجسد والحضور بالإلغاء والتحول إلى روح تعلو على الشكل: تنسك، لبس الصوف والأسمال، نام على المسامير، مشى على الجمر، افتن في قهر الجسد، وحيثما تم تنظيم ذلك في شكل مرسلة أو ظهرت الحاجة إلى شهود أو أي مرآة للتجمع كنا أمام استعارة مشهدية تنتج المعنى وترسل الدلالة، أي تنتج موقف المسرحة.