الاضطهاد الديني للنصارى في الدولة الأموية

دراستنا معنونة بـ : الاضطهاد الديني للنصارى في الدولة الأموية بين الرواية التاريخية والتحليل العلمي وهي دراسة تحليلية نقدية لواقع النصارى في الدولة الاموية في ضوء الروايات المسيحية والإسلامية التي وصلت الينا، وبذلك تكون الدراسة قد أخذت في الحسبان عند إصدار أحكامها وجهة النظر المسيحية والإسلامية على حد سواء، بخلاف الكثير من الدراسات التي كتبت عن الدولة الأموية والتي كانت تنظر بعين واحدة منحازة؛ لاقتصارها على مصادر أحد الطرفين. لكن في الوقت نفسه لم يحصل لدولة في تاريخ الإسلام سبقت الدولة الأموية أو جاءت بعدها وإلى اليوم أن نالت من الدم مثل ما نالته الدولة الأموية وكل فريق سواء أكان يمجدها أم يذمها له مسوغاته، لكن الموقف من الدولة الأموية وما يخبئ خلفه من دوافع قد أخفى كثيرا من الحقائق التاريخية وطمس وشوه معالم مهمة عن تاريخ تلك الدولة، وتقع مسؤولية ذلك على الفريقين كليهما ؛ لأن كل فريق سواء أكان الذي يمجدها بخلاف ما هو واقع أم الذي ينال منها بخلاف ما هو واقع أيضا، لم يدركوا فعلهم تجاه الدولة الأموية ولم يعوا تداعياته على مجتمع العرب والاسلام على أي حال، بسبب تلك المواقف من الدولة الأموية وما يقف خلفها من دوافع سواء أكانت المدافعة عنها أم الحاقدة عليها، صيغت روايات تاريخية صورت رعاياها من النصارى مضطهدين، وتلك الروايات تبنتها ودونتها المصادر القديمة من الفريقين كليهما، وعلى وقع تلك المصادر أدان عدد من الباحثين المحدثين عربا وأجانب الدولة الاموية من دون ان يُخضعوا تلك الروايات للتحليل والنقد.