الحلواني : ثلاثية الفاطميين
تأليف: ريم بسيوني
لم تشعر به وهو يدخل، ولكنها سمعت صوته، فالتفتت إليه وهو يقول: أتدعين علي؟ أم تدعين لي يا فرون؟ ثبتت عينيها على مقلتيه، فمد يده يريد أن يساعدها على النهوض، أخذت يده بلا كلمة، فقلب كفها بين يديه، ثم قال في تأمل: كنت أفكر.. أننا لم نُصل العشاء معا قط منذ زواجنا ألا يُشرفك يا بنة الحلواني أن تصلي مع كافل قضاة المسلمين، وهادي دعاة المسلمين، سيف الإسلام وناصر الإمام بدر الجمالي؟! قالت: بلى، يُشرفني ويُسعدني يا أمير. قال: يُساورني الشك أحيانا أنك لست مقتنعة أنني من دينك، تُرى أترينني مُسلمًا ولكن على ضلال يا فرون؟ قالت وهي تمنع الدموع من أن تتساقط: لا لم أفعل يوما، ومن أنا لأحكم على إسلامك يا أمير؟ - تستحضرك الكلمات بسرعة كالفقهاء.... نظرت إلى عينيه فابتسم في بعض الحزن ثم قال: أؤم بك الصلاة وكأننا نصلي في مسجد عمرو بن العاص والأزهر معاء بلا فوارق ولا تفاصيل. حنت رأسها وقالت : شرف لي. تقهقرت وراءه.. أذابها صوته وهو يقرأ القرآن.. صوتُه مليء بالشجن، تساقطت الدموع من عينيها عند السجود. أبقت رأسها داخل الأرض.. ما فوق التراب تراب.. لم تتأكد أهو جن أم ملك.. شيطان ثائر بكبرياء على كل الملائكة التي تجهل الأسماء؟ أم روح أتاها الله رحمة من لدنه؟ عندما انتهى تأكدت.. هو منها هي قطعة من نفسها، لا يمكن أن يكون سوى من تحب.. قام فنظرت إليه وعيناها تستغيث به ألا يرحل. همست وحُمّى التوق تلهب الأيام كلها: بدر.. أمسك بذراعها، وقربها إليه، ضمها في بطء وكأنه متردد أو خائف، وضعت كفها على قلبه وقالت جدتي وضعت يدها على قلب جدي هكذا، فظن أنها سحرت له، وجدت شيئًا من نفسها بداخل قلبه. لا تغضب مني. قال: وماذا بداخل قلب الجندي يشبه قلب الصوفي يا فرون؟ قالت بلا تفكير: المجاهدة.. هل ستبقى معي الليلة
حدد الخيارات