امرأة حلم ازرق
تأليف: عبد الحميد الغرباوي
الرواية تسير في اتجاه البحث عن مخرج مناسب من مأزق (المرأة الزرقاء) أو (امرأة الحلم الأزرق)، فهي منذ الصفحة الأولى تدشن سيرة المرأة في ذهن الرجل الذي يقبع دائما خلف متاريسه، أو قريباً من أحابيله ونباله.
بين محسن البدوي (الراوي) و(إدريس) تعيد الحكاية سيرتها الأولى حينما تستيقظ قصة الطلاق المعلقة بين الأول وزوجته، فيما يحمل الثاني نذر نهاية معروفة لصديقه وللعالم من حوله.
البدوي وإدريس وجهان لعملة واحدة هي البحث عن مخرج لحالة هذا الوعي القوي، وهذا الانغماس القوي في التحرر من عقد البساطة والعفوية، فنتائج هذه العلاقات أضحت مصيدة ترتبط بالوعي وأهله.
قضية الطلاق هي المفصل الأول الذي يحرك باب الحكاية.. لكنها قضية تفوح بروائح كثيرة منها الغبن والقهر، والخديعة، ودفع الأثمان لأخطاء ارتكبها الرجل ممثلا بالبدوي، وبزوجته التي ظلت تطارده.. (وراك.. وراك حتى النهاية) معتقدة أن بهذه العبارة مخرجا مناسبا من سوء هذه العلاقة التي تربطها بالرجل، إلا أن هذه المطاردة لم تفلح في انقاذ ما يمكن انقاذه من هذه العلاقة المحطمة بينهما كفخار أو زجاج.
الغرباوي يفلت في روايته من قبضة العادية حينما يصوغ علاقته بالمرأة (زوجته) على نحو يعكس الخلاف الحاد بين تكوينهما إلا أن عقد الزواج هو الذي ربط مصير النقيضين ببعضهما وعلى هذا النحو تسير تفاصيل الحياة معوجة وناقصة.
إذن نحن في أتون حكاية ملتهبة، تسيطر على معالم السرد الأزرق.. ذلك اللون الذي يثير في ذات الراوي الكثير من المنغصات والأوهام التي يتداخل بعضها بالآخر ليشكل لنا هذا النسيج أو البناء الدلالي المتشابك، فهو الذي يبحث عن المرأة منذ نشأته الأولى، وهو الهارب عنها حينما أصبحت بين يديه، فلا تخلو حكايته من اضطراب يعكس حجم مأزقه مع المرأة، ليبحث في كل مذهب من مذاهب الرواية على قصة حادة يربطها بالمرأة، على نحو ما ساقه في فصل (ذقون الرجال) حينما ربط الموت بصورة المرأة، ليعكس حجم ألمه وحيرته من مأزق هذه الحكاية.
يدفع الكاتب الغرباوي براوية أو بطل حكايته محسن البدوي نحو الهاوية، لعله يخرج منها حاملا الحل المناسب لقضيته القديمة الجديدة.. تلك المتصلة دوما بالمرأة، إلا أن ما يلاحظه القارئ على (البدوي) أنه يضع المرأة دائما في خانة المخطئ، والناقص، والموتور، في وقت لا يستطيع أن يكشف لنا عمق المشكلة في قضيته مع الآخر.
يستعرض البطل في مسيرة البحث عن مريم الشرقاوي مواقف كثيرة، ويصور لنا مشاهد تراجيدية موحية، تنم عن واقع أليم يتلبس المجتمع.. ذلك ما يجعل القصة أكثر تشويقاً حينما يغترب الإنسان وسط أهله أو في أحضان مدينته، ومرد ذلك الاغتراب والضياع هو غياب الوعي، ومداومة المجتمع على التحلل من قيمه، والانسلاخ من واقعه، والانخراط في لغة المادة.. تلك التي لا تأبه بأي قيم اجتماعية أصيلة.
يستمر السرد في الرواية محافظا على رغبته في المكاشفة والإبانة، إذ يصف (البدوي) تفاصيل اعتقاله على خلفية هروبه من امرأته، وهو تقليد عربي قد يكون غير مألوف إلا أن يقع بشكل ملموس، فالهروب هنا له معانيه ومضامينه، فحينما يكون البطل كاتباً روائياً، وصحفياً عاملاً يكون الأمر مبرراً لأن يهرب من منغصاته إن كان صحراوياً إلى الرمل، وإن كان مدنياً إلى البحر، لكنه الهروب المؤقت.. ذلك يحتاج إلى حزم وقوة من أجل الوصول إلى حل يُقيل عثار كاتب كحال محسن البدوي وأشباهه الكثر، أليس مبرراً أن يهرب محسن من امرأته؟ هذا ما تستبطنه رواية (امرأة حلم أزرق)
بين محسن البدوي (الراوي) و(إدريس) تعيد الحكاية سيرتها الأولى حينما تستيقظ قصة الطلاق المعلقة بين الأول وزوجته، فيما يحمل الثاني نذر نهاية معروفة لصديقه وللعالم من حوله.
البدوي وإدريس وجهان لعملة واحدة هي البحث عن مخرج لحالة هذا الوعي القوي، وهذا الانغماس القوي في التحرر من عقد البساطة والعفوية، فنتائج هذه العلاقات أضحت مصيدة ترتبط بالوعي وأهله.
قضية الطلاق هي المفصل الأول الذي يحرك باب الحكاية.. لكنها قضية تفوح بروائح كثيرة منها الغبن والقهر، والخديعة، ودفع الأثمان لأخطاء ارتكبها الرجل ممثلا بالبدوي، وبزوجته التي ظلت تطارده.. (وراك.. وراك حتى النهاية) معتقدة أن بهذه العبارة مخرجا مناسبا من سوء هذه العلاقة التي تربطها بالرجل، إلا أن هذه المطاردة لم تفلح في انقاذ ما يمكن انقاذه من هذه العلاقة المحطمة بينهما كفخار أو زجاج.
الغرباوي يفلت في روايته من قبضة العادية حينما يصوغ علاقته بالمرأة (زوجته) على نحو يعكس الخلاف الحاد بين تكوينهما إلا أن عقد الزواج هو الذي ربط مصير النقيضين ببعضهما وعلى هذا النحو تسير تفاصيل الحياة معوجة وناقصة.
إذن نحن في أتون حكاية ملتهبة، تسيطر على معالم السرد الأزرق.. ذلك اللون الذي يثير في ذات الراوي الكثير من المنغصات والأوهام التي يتداخل بعضها بالآخر ليشكل لنا هذا النسيج أو البناء الدلالي المتشابك، فهو الذي يبحث عن المرأة منذ نشأته الأولى، وهو الهارب عنها حينما أصبحت بين يديه، فلا تخلو حكايته من اضطراب يعكس حجم مأزقه مع المرأة، ليبحث في كل مذهب من مذاهب الرواية على قصة حادة يربطها بالمرأة، على نحو ما ساقه في فصل (ذقون الرجال) حينما ربط الموت بصورة المرأة، ليعكس حجم ألمه وحيرته من مأزق هذه الحكاية.
يدفع الكاتب الغرباوي براوية أو بطل حكايته محسن البدوي نحو الهاوية، لعله يخرج منها حاملا الحل المناسب لقضيته القديمة الجديدة.. تلك المتصلة دوما بالمرأة، إلا أن ما يلاحظه القارئ على (البدوي) أنه يضع المرأة دائما في خانة المخطئ، والناقص، والموتور، في وقت لا يستطيع أن يكشف لنا عمق المشكلة في قضيته مع الآخر.
يستعرض البطل في مسيرة البحث عن مريم الشرقاوي مواقف كثيرة، ويصور لنا مشاهد تراجيدية موحية، تنم عن واقع أليم يتلبس المجتمع.. ذلك ما يجعل القصة أكثر تشويقاً حينما يغترب الإنسان وسط أهله أو في أحضان مدينته، ومرد ذلك الاغتراب والضياع هو غياب الوعي، ومداومة المجتمع على التحلل من قيمه، والانسلاخ من واقعه، والانخراط في لغة المادة.. تلك التي لا تأبه بأي قيم اجتماعية أصيلة.
يستمر السرد في الرواية محافظا على رغبته في المكاشفة والإبانة، إذ يصف (البدوي) تفاصيل اعتقاله على خلفية هروبه من امرأته، وهو تقليد عربي قد يكون غير مألوف إلا أن يقع بشكل ملموس، فالهروب هنا له معانيه ومضامينه، فحينما يكون البطل كاتباً روائياً، وصحفياً عاملاً يكون الأمر مبرراً لأن يهرب من منغصاته إن كان صحراوياً إلى الرمل، وإن كان مدنياً إلى البحر، لكنه الهروب المؤقت.. ذلك يحتاج إلى حزم وقوة من أجل الوصول إلى حل يُقيل عثار كاتب كحال محسن البدوي وأشباهه الكثر، أليس مبرراً أن يهرب محسن من امرأته؟ هذا ما تستبطنه رواية (امرأة حلم أزرق)
حدد الخيارات