ديانة مكة في الجاهلية - كتاب الحمس والطلس والحلة
تأليف: زكريا محمد
انقسم العرب فـي جاهليتهم - في مكة وفي الجزيرة عموما- إلى طوائف دينية ثلاث: الحمس، الطلس، الحلـة، لكن حتى الآن جـرى الحديث عـن ديانة مكة، وعـن ديانة الجاهلية، مع تجاهل شبه تام للطوائف الثلاث أو، في أفضل الحالات، مع مسها عرضا. فلا أحد من العرب المعاصرين، أو من غيرهم مـن الأجانب، انطلق من هذا الانقسام الدينـي لـكـي يدرس هـذه الديانة, لم يرفضه أحـد، بالطبع، لكن لم يأخـذه أحد مأخذ الجد، وبمعنى ما، فقد بدا وكأن هذا الانقسام بلا تأثير على معرفتنا بديانة العرب قبل الإسلام. إذ ظـل الباحثون يتحدثون عن هبل والعزى، وعـن اللات ومناة وذي الخلصة وغيرها من الآلهة من دون أن يكون لكل هذا أي علاقة بالحمس والطلس والحلة. أي كأن هذه المذاهب لا علاقة لها بآلهة العرب، رغم أنها مذاهب دينية بلا جدال. ويمكـن لنـا القـول الآن، وبحسم، أنه ليس ثمة ديانة جاهلية من دون هذه الطوائف. فهي التجسيـد العملي لهذه الديانة. الطوائف الثلاث هي مركز ديانة العـرب في الجاهلية وتجسيدها، بالتالي، فتجاهلها، أو مسها مسا خفيفا فقط، لن ينشئ وعيا حقيقيا بديانة العرب قبل الإسلام. أكثر من ذلك، فنحن لن نتمكن من فهم الإسلام وبداياته من دون فهم هذه الطوائف. فالإسلام نشأ بين هـذه الطوائف، وكانت حياته جدالا معهـا ، اختلافا واتفاقا. كما أنه كان في وسط تنافراتها واختلافاتها. وهذا الكتاب يعرض لديانة مكة، لديانة الجاهلية، من خلال هذه الطوائف الثلاث..وهو بهذا يكون أول كتاب يخصص لهذه الطوائف في المكتبة العربية الحديثة