في عالم الفلسفة

هذا الكتاب جولة في عالم الفلسفة، لا إحصاء لدقائق هذا العالم الفسيح أو هو زهرات من بستان الفلسفة أقدمها إلى القراء طاقة يشمون منها عبير الفكر. فليس غرضنا الإحاطة الشاملة بكل ما يقال في الفلسفة قديمًا وحديثًا، وإنما رأيت أن أضيف إلى الموجود في اللسان العرفي فصولا لم يلتفت إليها غيري من المؤلفين، فتلقي الضوء على بعض الجوانب المجهولة، أو تزيد الناس بها بيانًا. وبعض هذه الفصول يعبر عن رأيي الخاص، وهي ثمرة تفكير متصل طويل. وقد تختلف معي في بعض الآراء التي انتهيت إليها، وعلى الخصوص ما كان منها مبتكرًا. ولكنني لا أرهب الخلاف في وجهة النظر؛ لأن استقلالك بالرأي هو الدليل على عمق النظر.  الأهواني ومن العسير الاتفاق في الفلسفة على رأي واحد، وهذا تاريخها يفصح عن تباين شديد قد يذهب إلى حد التناقض، والغرض الذي أرمي إليه إلى جانب العلم بموضوعات لم يسبق معرفتها أن أثير اهتمام القارئ بهذه الموضوعات، فيسعى إلى التوسع فيها.