للحديث نظير
تأليف: أشرف إبريق
عزيزي القارئ، قد تتساءل ما نوع العمل الذي بين يديك. أهو رواية أم سردية. إلا أن الجائر الأدبي الذي يُؤَخِّرُه لا يشغلني بقدر ما يهمني ذلك المد الفكري والتلاحم بين العوالم من حولنا والتي قد تبدو متنافرة، كالعلوم الطبيعية والأخرى الإنسانية. قلائل هم الذين يعيشون عالم الكيمياء بتفاصيله وبما يقربه من علوم أخرى كعلم الأحياء، والطب، رغم أنه مضمار من اكتشافات مدهشة بتفاصيلها، عظيمة بأهميتها وعميقة بأثرها، قد تمت خلال القرن الحالي والقرون الأخيرة الماضية بتلك المجالات وكعالم في المجال تلازمني الرغبة والحماس المتجددان في أن أسرد هذه التفاصيل المثيرة، وأشارك الآخرين بها، تماما مثلما يحدث حين يسمع أحدنا موسيقى أو أغنية لمست قلبه فيُسمعها للآخرين ليشاركوه نشوة المشاعر : إذ بالمشاركة تتضاعف متعتنا. ولا غرق، أن قسمًا كبيرًا من تلك الاكتشافات فرض نفسه في هذه الرواية بأحاديثها وإحداثياتها ليشكل جزءا مركزيًا منها، وليتداخل مع أحداثها بطريقة سلسة ودراماتيكية وكون من يقف وراء هذه الاكتشافات علماء تسيرهم النفس البشرية التي تتشابه وتختلف من إنسان لآخر، كالنظائر في العناصر الكيميائية التي تتشابه وتتداخل في صفاتها رغم بعض الاختلافات التي يرصدها المتمرس في المجال، فلا عجب أن ينبري الجانب الإنساني خلال رحلتهم العلمية، وهو الذي يشكل العمود الفقري للعلوم الإنسانية برمتها. القراءة هذا العمل ليس عليك أن تكون عالماً أو أديبًا، بل يكفي أن تكون فضوليا.... .... والباقي وحده سيأتي طوعا.