هبّة البراق 1929 : سنة الصدع بين اليهود والعرب
تأليف: هليل كوهن
ثمة أكثر من قيمة مضافة تكمن في هذا الكتاب الذي يُعدّ غير مسبوق في الكتب التاريخية الاسرائيلية ولا بد من الإشارة إلى قيمتين اثنتين منها: الأولى، أنه يحاجج السجال الإسرائيلي الشائع بشم الصراع ولحلّه، في مقابل أطراف تقترح النكبة وإقامة إسرائيل في العام ۱۹٤٨ مُرتكزاً، بينما يعتقد المؤلف بأن من الأجدى العودة إلى الوراء، وبالذات إلى العام ،۱۹۲۹ الذي شهد هبة البراق ليس لكونه نقطة البداية الحقيقية للصراع، إنما لكونه العام الذي شهد تغييراً جذرياً جوهرياً في العلاقات بين اليهود والعرب في فلسطين والعام الذي تسبب بتصميم وعي الجانبين ومفاهيمهما لأعوام عديدة لاحقة. الثانية، أن الكتاب يعتمد ما يسميه المؤلف التوجه الاحتوائي والذي هو بالضرورة أيضاً، توجه تاريخي وغير قومي. وتأذى عن هذا التوجه تقديم منظور تاريخي أقل أحادية، بقدر ما تأذى عنه ما يمكن توصيفه بأنه "تفسير متفهم كي لا نقول تبرير مُبطن للرواية التاريخية الفلسطينية حيال الصراع عموماً، وحيال الموقف من الحركة الصهيونية فكراً وممارسة خصوصاً، ارتباطاً بأحداث العام ١٩٢٩. ضمن هذا السياق يشدّد المؤلف على أن أعمال القتل التي نفذها يهود خلال أحداث ۱۹۲۹، لا تغير شيئاً من إطارها العام، وهو: "هجمات عربية ضد مجتمعات يهودية. لكن في الوقت عينه فإن الإطار العام لتلك الأحداث لا يغير الصورة التاريخية الأوسع، التي تفيد بما يلي: جاء اليهود إلى فلسطين ابتداء من أواخر العهد العثماني، برعاية أوروبية (بريطانية على وجه التحديد)، بهدف جعلها دولة يهودية بما يترتب على ذلك من تحويل سكانها العرب إلى أقلية في وطنهم.
سنة النشر: 2018
دار النشر: مدار : المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية
ترجمة: سليم سلامة
عدد الصفحات: 427
تصنيفات: تاريخ , سياسة , فلسطين , هليل-كوهين