


التغريبة الفلسطينية (جزئين)
تأليف: وليد سيف
حسن.. ذلك الشاب النبيل الذي قاسمني وقاسمته قمر الطفولة وشراع السندباد.. ذلك الفتى الذي كان . يمتطي الريح ويترجيم همس العشب وهدير العواصف .. ذلك الفتى عرف كيف يحل لغز الأرض وطلاسم المساء.
كنت أتعلم لغة الكتابة وقواعد النحو، حينما كان يتعلم لغة النهر والصخر والسنبلة .. كنت اكتشف الأسئلة حين كان يعيش الأجوبة.
هناك في مكان ما أجهله، وتعرفه النجوم، يرقد أخي حسن، يلبس جلد الأرض التي أحبها ويستعيد منها نبضه الجديد.. على عينيه ينمو عشبها وزعترها، ومن جرحه تتفتح شقائق النعمان وعروق الشومر البري! هناك هو ، تكتبه الأرض وتعيد كتابته في كل فـ فصل من فصولها. وأنا الذي سرقت منه الكتاب والمدرسة والمحبرة، أستعير جلده لأكتب عليه مراثيه».
نهار آخر، ثم يسقط المساء في قلبي وأضل طريق إلى نفسي وأحاول عبثاً أن أصطاد نجمة ضلت طريقها إلى الخيمة : عبثًا احاول، فالنجوم لا تزور الخيام.
دار النشر: الدار الأهلية
تصنيفات: خيال-تاريخي , روايات , فلسطين , وليد-سيف
حدد الخيارات