الرامة رواية لم ترو بعد
تأليف: أديب القاسم حسين
هل تبدأ روايتنا في لحظة ولادتنا، أم قبلها عبر سيرة ابالنا واجدادنا ؟ هل تتحدد سيرتنا بسيرة وطننا، فتتحول إلى ظله الأخرام تلتقي صدفة في مفارق معينة؟ هل كل ما حصل كان خيار خطانا ام تراه تقاسيم القدرة قد تقضي حياتك دون أن تعثر على أجوبة، ليأتي من يطل على وجودك الذي كان قبل عقود، ويراك إذ مضى قدرك بمحاذاة قدر الوطن، حين ظهر شعاعكما الأول، وابتسمت خلجات الجبل، حين سقطتما معًا، وحين نهضت وتمردت وامتنعت عن السقوط، وبدأت الصعود صعدت وانت تقاوم قيدا وقناعا راح يتمدد على وجه وطنك، ويخطف ما تحب من ذاكرته والصور وأنت تلتقطها وتجمع تفاصيلها، حتى حل يوم وادركت أن القيد لن ينكسر، وجمالا حلمت به لن يكون وصمت قلبك ورحلت هكذا اتحدت سيرته لتكون جزءًا من سيرة وطنه، حين ولد في عام الثورة، ورحل مع توقيع معاهدة السلام، حين خُطف وحكم بالإعدام، ونجا من الموت صدفة.. حين تحولت نايه إلى ريشة، ومعوله إلى قلم، ووقع خطاه من فلاح وراع يجوب الجبال، إلى طبيب وباحث وفنان يجوب مدن العالم الكبرى ما بين هذا وذاك كان عام قلب كل شيء، كان خنجرًا وبندقية وحلمًا يتسرب، وموتا يتربص عند كل منعطف. ومن حياة إلى موت إلى ولادة... من رواياتنا تبعث رواية الوطن.. ومن أماكننا تُرسم ملامحه، ومن بين أكف النسيان، تُنتشل الذاكرة وتؤرخ فصول روايات لم ترو بعد ... ضمن حوارية بحثية بين روح آب وابنته، وسفر في ذاكرة المكان وإنسانه سعت الكاتبة نسب أديب حسين لكتابة هذه الرواية الجمعية لقريتها الرامة مقدمة جذور أصول المكان وسكانه وملامح عديدة من حياته اليومية خلال فترة قرن من الزمن وقع فيها تحت سلطة ثلاث حكومات وشعوب مختلفة عبر عرض ذاكرة تبعث الفخر حينا، والابتسامة حينا، والحزن في حين آخر، أدركت الكاتبة كلما تقدمت في هذا العمل، أنها لا تكشف خبايا رواية قرية مركزية في الجليل فقط، وإنما تقف أمام نموذج مصغر لرواية فلسطين. بأدوات بحثية ولغة أدبية مشوقة، وانطلاقا من عمل شرع بوضعه المرحوم د. أديب القاسم حسين، واعتمادًا على الأوراق العائلية والأرشيفات والمقابلات في دمج الرواية العامة والخاصة، يأتي هذا العمل الموسوعي لتأريخ رواية الرامة، ليرى النور بعد مخاض دام أربعين عاما.
سنة النشر: 2022
دار النشر: طباق للنشر
الطبعة: الثانية
عدد الصفحات: 351
تصنيفات: أديب-القاسم-حسين , تاريخ , سيرة-ذاتية , فلسطين