المحرقة، الانبعاث، النكبة
تأليف: يائير اورون
يلفت المؤلف منذ البداية إلى أنه لا يسعى في بحثه هذا إلى كشف النقاب عن حقائق تاريخية أخرى، وإنما إلى تقديم قراءة جديدة تشمل ثالوث المحرفة. و قيام إسرائيل» و «النكبة»، بوصفها ثلاث نقاط هندسية مرتبطة ببعضها البعض. ويشير إلى أن «المحرقة» و «قيام إسرائيل» هما من الأحداث التأسيسية التي ستصمم على مدى أجيال عديدة مجرد وجود ووعي الشعب اليهودي. كما أن العام الذي تأسست فيه دولة إسرائيل هو العام الذي هزم فيه العالم العربي وتعرض للإهانة، وما تزال هذه الانتكاسة ترافق العالم العربي منذ سنوات وتحولت النكبة إلى حدث مؤسس بالنسبة للفلسطينيين، وطور كل من اليهود والفلسطينيين هوية يشكل عامل الضحية عنصراً مهماً فيها، وبينما طور اليهود هوية في مركزها المحرقة طوّر الفلسطينيون هوية في مركزها النكبة. وبناء على ذلك يصل المؤلف إلى الاستنتاج الرئيس لهذا الكتاب، وهو أنه من دون أن يعلم الإسرائيليون بالجرائم التي ارتكبها قادة الدولة العام 1948، ومن دون أن يعترفوا بآثار هذه الجرائم المستمرة في المجتمع الفلسطيني، وبالتوازي من دون أن يعترف الفلسطينيون بالمحرقة ومغزاها، ليس ثمة احتمال لتحقيق مصالحة حقيقية بين الشعبين. تظل القضية كامنة في هذا الاستنتاج الخطأ فمساعي إقامة إسرائيل سبقت المحرقة بكثير، كما لم تكن المحرقة في عُرف الآباء المؤسسين لإسرائيل ومكملي دربهم الآن أكثر من أداة أو «خشبة قفز». إن ما ينقص المقولة الرئيسة لهذا الكتاب أمر جوهري شديد الأهمية والدلالة هو رؤية أن قيام إسرائيل نشأ بخطيئة النكبة، وأنه تبقى ثمة حاجة أولا ودائماً للتكفير عن هذه الخطيئة بداية عبر الاعتراف باقترافها من دون قيد أو شرط ومن ثم تحمل المسؤولية الأخلاقية عن حل يعيد الحق القومي الفلسطيني إلى أصحابه
سنة النشر: 2015
ترجمة: اسعد زعبي
عدد الصفحات: 442
تصنيفات: تاريخ , سياسة , فلسطين , مترجم , يائير-اورون