الوجه الآخر
تأليف: فؤاد التكرلي
وكان يسير بخطوات بطيئة ثقيلة دون أن ينظر إلى وجوه المارين رغم شعوره بوطء وجودهم. لا شيء يريح في هذه الوجوه. آلمه، في المستشفى، ذلك الانطباع الذي كان يصدمه في وجوه معارفه وبعض موظفي المستشفى. انطباع يائس بانعزالهم عنه وعن محنته. كان يرى بفزع في عيونهم صمتاً موحشاً لنداءاته، وكان يشعر بفزع أشد حين يخطر له أن زوجته، في نوبات صحوتها، قد ترى مثل هذا الصمت في عينيه. هذه الـ"قد"، كم أرقته ليالي ولم تزل. إنها الشكل المستديم في الا نكون بشراً. ومن يدري، فقد لا نستطيع كلنا، أن نثبت حقيقة أخرى تنقض هذا الشك. إنه الوجه الآخر، الهارب منا على الدوام.
حدد الخيارات