اما نحن واما هم : معركة القسطل ، الساعات الاربع والعشرون الحاسمة

ساسمح لنفسي بأن أقفز عامداً عن الوقائع التي يوردها الكاتب والصحافي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الفلسطينية داني روبنشتاين في هذا الكتاب لا من باب تبخيس أهميتها ولا من باب التنائي عن مساجلتها سيما وأن فيها مجموعة من المغالطات أحياناً (كما أكد لنا أفراد من عائلة الحسيني الذي يتناول الكتاب سيرة واحد من أعلامها ومن رموز قضية فلسطين، وهو القائد الشهيد عبد القادر الحسيني)، وإنما كي أنتقل مباشرة للإشارة إلى عدة نقاط قوة تكمن فيه وهي ما رجحت إنجاز ترجمته إلى اللغة العربية، مع التأكيد أيضاً أنها ليست نقاط قوته الوحيدة أولى هذه النقاط أن المؤلف يعيد التذكير بأن العام ١٩٤٨ هو عام مصيري للغاية في تاريخ قضية فلسطين كونه العام الذي استطاع فيه البيشوف اليهودي تأسيس دولة مستقلة ومزدهرة، بينما حل بالفلسطينيين في المقابل، دمار وطني شامل وشخصي أيضاً في كثير من الحالات. وهو يفعل ذلك بالأساس بواسطة التركيز على القدس ومعركة القسطل من خلال أحد أهم رموزهما في تاريخ النكبة الفلسطينية: القائد والمناضل الفلسطيني الشهيد عبد القادر الحسيني، معتبراً أنه بنظرة إلى الوراء يمكن الجزم بأن اليوم الحاسم في معركة القسطل ومقتل الحسيني هما عصارة قصة سقوط القدس العربية، وربما قصة النكبة الفلسطينية كلها. فضلاً عن هذا، من المهم الإشارة إلى نقطة قوة ثانية هي تنويه المؤلف بأنه كتبت بشأن معارك القدس بوجه عام، وبشأن معركة القسطل بوجه خاص، عشرات بل مئات الكتب والمقالات والأبحاث التي استخدمت - في غالبيتها الساحقة - مصادر إسرائيلية وأجنبية، بينما القليل منها فقط استند إلى مصادر عربية، ليؤكد سعيه للاستئناس أولاً وقبل أي شيء بالمصادر العربية، بما في ذلك مصادر عائلية بقيت خارج دائرة الاستخدام تماماً تقريباً طوال أعوام عديدة