انت لي : الجزء الثاني
تأليف: منى المرشود
ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر. في الواقع لم يزعجني الأمر فهي لم تعد تنهض مفزوعة وتصرخ في الليل إلا نادرا ... كنت أقرأ إحدى المجلات وأنا مضطجع على سريري، وكانت الساعة العاشرة ليلاً، وكانت رغد تغط في نوم هادي ويبدو أنها رأت حلماً مزعجاً لأنها نهضت فجأة وأخذت تبكي رواية بفزع ... منى المرشود أسرعت إليها وانتشلتها من على السرير وأخذت أهدى من روعها. كان بكاؤها غريباً... وحزيناً... اهدني يا صغيرتي... هيا عودي للنوم». وبين أناتها وبكاؤها قالت: «ماما». نظرت إلى الصغيرة وشعرت بالحزن... ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم. أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة؟». «ماما». ضممتها إلى صدري بعطف، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما. جعلت أطبطب عليها، وأهزها في حجري وأغني لها إلى أن استسلمت للنوم. تأملتُ وجهها البريء الجميل... وشعرت بالأسى من أجلها. تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحوّل إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت. صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة وأفعل كل ما يمكن من أجلها.... وقد فعلت الكثير... والأيام... ستثبت ذلك....