خضراء كالمستنقعات
تأليف: هاني الراهب
ماذا حدث بعد ذلك؟ هناك فجوة في الذاكرة. لا شيء يطمس الذاكرة مثل العنف: انا قلم يسجّل، وهو ممحاة تمحو. لا يكفي أن أقول أن معركة جهنمية نشبت بيننا. لأول مرة في حياتي أضب وأركل وأعض وألطم. هناك مئات التفاصيل التي لا أعرف كيف بدرت مني، ولا كيف أضعها في أوقات حدوثها. كنت في الحادية والعشرين. وكان عبد الصمد في الحادية والثلاثين. وبوسع كل منا أن يخرج من العنف الحد القصى الذي يمتلكه الإنسان. غير أنني لا أذكر ما حدث... نظرت إلى حالي كان الفستان الأبيض قد صار خارطة. وأحسست بشعري منفلشاً حول أذني وجبيني. مسحت عليه بأصابعي. أحسست ببرودة تلفح أبطي فنظرت، وإذ كمّا الفستان منخلعان من الكتف إلى الابط عند الظهر... وها هو عبد الصمد أمامي، وجهاً لوجه. مبتسم، وتلك الكتلة اللدنة الممطوطة حول أسنانه. رفعت سبابتي بوجهه. "لا تقرب" صمت به وكان وجهه مشطباً ومدمى. قال: "لا بد من قطع رأس القطة
حدد الخيارات