ديانة مكة في الجاهلية: كتاب الميسر والقداح
تأليف: زكريا محمد
هـذا الكتاب محاولة أخرى ضـمن المحاولات المستمرة من 13 قرنا لكشـف لغز لعبة الميسـر الجاهلية، التي لم يعد أحد يدري كيف كانت الجاهلية تمارسها، بعد أن حظرها الإسلام، وهو يزعم أنه يحل لغز الميسـر ويميط اللثام عن وجهه، ليس فقط من زاوية طريقة لعبه، بل ومن زاوية كشف أصله الديني. فلم يكن الميسر لعبة قمار عادية، بل كان (طقسا) تنغرس جذوره بقوة في ديانة العرب قبل الإسلام.
وهذا الكتاب ليس سهل المأتى أيضا. إذ من الصعب على كتاب عن الميسر أن يكون سهلا. فكل ما لدينا عن الميسر هو مجموعة من الأبيات الشعرية الغامضة، بل والملغزة، إضافة إلى عدد محدود من الجمل النثرية التي لا تقل عن ذلك إلغازا. واستنادا إلى هذه الأبيات والجمـل المبهمة الملغزة عليك أن تكشف سر الميسر. عليـه، فالرحلة مع الميسر، وإليه، هي في الحقيقة رحلة مع الألغاز. بذا فهذا كتاب في تفكيك الألغاز وكشف الأحاجي. وهذا يعني أنه كتاب للقارئ الفضولي الشغوف، لا للقارئ الذي يريد أن يخطف لقمته وأن يبتلعها مستعجلا.
وقـد أعطينا الكتاب العنوان ذاته الـذي أعطاه الأصمعي وابن قتيبـة لكتابيهما: (الميسر والقـداح) ، كتأكيد على التواصل والاستمرار، وكإقرار بالتلمذة لهذين العالمين الكبيرين. وفـي الحقيقـة، فإنه ما من شـيء أشد إمتاعا مـن أن تجلس على طاولة حـوار واحدة مع الأصمعي وابن قتيبة، وأن يمتد زمن الحوار إلى 1300 عام
سنة النشر: 2014
تصنيفات: تاريخ , زكريا-محمد , علم-اللاهوت