مئوية تصريح بلفور
تأليف: جوني منصور
لا يمكن أن تمر الذكرى المئوية لهذا التصريح دون أن نقف عندها فاحصين ومدققين جيدا في مخلفاته وآثاره وتداعياته على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عامة، وعلى منطقة الشرق الأوسط بطبيعة الحال . لم يكن التصريح وليد ساعته، بل كان عبارة عن خلاصة فكرية وسياسية لمشاريع استيلائية استعمارية اقتلاعية للمنطقة وضعتها أكبر دولة استعمارية في ذلك الزمان : بريطانية. وفي الوقت ذاته، لا يمكننا أن نتجاهل دور بريطانية المتحالف مع الحركة الصهيونية في تحقيق الهدف المركزي من وراء التصريح وهو الاستيلاء على فلسطين، وطرد سكانها أو شريحة واسعة منهم، والشروع في إقامة أسس دولة يهودية على أرض فلسطين. والتصريح ـ وإن كان رسالة شخصية أرسلها بلفور إلى روتشيلد ـ هو وثيقة رسمية مصادق عليها من حكومة بريطانية، ويمثل سياسات هذه الحكومة تجاه المنطقة وشعوبها، وبالذات تجاه فلسطين والفلسطينيين. إن تصريح بلفور ليس وعدا لليهود فقط، بل هو خطة لاقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ووطنه التاريخ والثقافة.
جوني منصور : مؤرخ ومحاضر في مادة التاريخ. ولد في حيفا عام 1960، ويقيم فيها، صدر له العديد من الكتب والدراسات، من بينها: « الخط الحديدي الحجازي »؛ « مسافة بين دولتين»؛ شوارع حيفا العربية 40 و الاستيطان الإسرائيلي »؛ «يوم الأرض»؛ «إسرائيل الأخرى، نظرة من الداخل»؛ (معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية والإسرائيلية » وغيرها، بالإضافة إلى مقالات وبحوث تاريخية محكمة